(02-27-2012, 05:32 AM)عاشق الكلمه كتب:  

(02-27-2012, 02:08 AM)العلماني كتب:  إذ تصوّر معي - عزيزي القاريء - أن مثل هذا الانجيل كان متداولاً في الجزيرة العربية وعلى تخومها في القرنين الخامس والسادس (بين سنة 400 وسنة 600 ميلادية). فهذا قد يعني بأن مثل هذا الانجيل كان بيد بعض من اعتنوا برسالة محمد، وحضروا الرسول العربي الكريم للاضطلاع بهذه المهمة التاريخية الجسيمة.
تصوّر معي بأن مثل هذا الإنجيل كان بحوزة "الراهب بحيراء" أو بحوزة "ورقة بن نوفل" و"السيدة خديجة"، ثم قل لي ماذا قد يعني هذا.

حلاوتك
يعنى تركت الرأس وجاى تمسك فى الرجلين؟!

اذا كان ظهور محمد ورسالته هو لتحقيق مصالح ناس مثل ورقة بن نوفل والراهب بحيرة والسيدة خديجة (رغم عدم وجود مصلحة مشتركة تربط الثلاثة ) فماهى المصلحة التى ستتحقق لمن كتب هذا الأنجيل ويذكر فيه نبوءة النبى محمد وقبل مولده بحوالى قرنين من الزمان الا أن يكون أحد هؤلاء الثلاثة هو من كتبه أيضا ؟!

عاشق يا صاحبي .. شوف:

أنا لا أتحدث عن "مصلحة" إطلاقاً. بل أزعم بأن "كاتب الانجيل وبحيراء وورقة والسيدة خديجة" هم أناس فاضلون، مخلصون جداً ومؤمنون جداً بما جاء في كتبهم التي بين أيديهم، والتي كانت جزءاً من هذه الكتب "الخلاصية" التي انتشرت في الشرق والتي ذهبت كل مذهب في القرون الخمسة الأولى بعد المسيح (ماني، مرقيون، مونتان، الغنوصيون بشتى طوائفهم). ولعلنا نحن هنا أمام أحد هذه المذاهب الذي كان يتحدث عن "نبوءة" تنطلق من جزيرة العرب، وهذا رائع في البحث عن "مصادر الإسلام الأولى". فمع نص مثل هذا نستطيع أن نفهم - كما نوهت أعلاه - لماذا هذا "الإصرار القرآني" على أن "دعوة محمد" موجودة في كتب اليهود والنصارى. فمعلومات "الرسول الكريم"، التي لقنها أيام فترة تحضيره الروحي على أيدي ورقة والسيدة "أم هند" على وجه الخصوص، كانت تؤكد له أن "في كتب أهل الكتاب اعترافاً بنبوءة عربي متأخر"، وبالتالي فهو لم يستطع أن يفهم لماذا "ينكر أهل الكتاب عليه نبوءته" وراح "الوحي القرآني" يتهم اليهود "بتحريف الكلم عن مواضعه". فلعل الرسول العربي لم يتوقع - في ذلك الزمن الذي ندرت فيه الكتب - أن يكون هناك اختلاف بين "مصادره هو" و"مصادر أهل الكتاب". ولعلنا بوضعنا اليد على مثل هذا الانجيل اليوم نكون قد وضعنا اليد على أحد المصادر المهمة التي لقن "الرسول العربي" من خلالها مباديء "ديانات أهل الكتاب" في عهده، وهذا مفيد لتاريخ الأديان جداً (طبعاً هذا الزعم يطرح جانباً قصة "الوحي الإلهي" الرسمية، ويحاول أن يستدل على أصول الديانات من خلال الجهود البشرية الصرفة).

أنا إذاً لا أتحدث عن "مصلحة" ، بل اني لا أتهم "رسول الإسلام" نفسه - شأن الكثير من مخالفيه - بالتزوير أو بسوء النية، بل بالعكس فأنا أعتقد بأن "محمد" كان مخلصاً في رسالته وكان يعتقد حقاً أنه "رسول الله"، أو قل - كي أتوخى الدقة - أنه "بات" يعتقد - بعدما اكتمل "تحضيره الروحي" - أنه "رسول الله". بمعنى أن "الوحي" لم يكن "الحدث الذي أقنع محمداً أنه رسول الله" ولكن اقتناع "محمد" بأنه رسول الله هو الذي "أحدث الوحي" في مرحلة ما. ولكن لهذا الزعم مداخلات أخرى سوف تأتي في حينها (إن استطعت أن أجد الوقت اللازم لها).

واسلم لي
العلماني