(02-28-2012, 02:55 AM)بهجت كتب:  

(02-26-2012, 09:26 PM)بوعائشة كتب:  وانت مش عيب عليك يا الحكيم الرائي وانت من نضرب به المثل في الموضوعية ان تشخصن ردك بدلا من مناقشة المحتوى؟!.

يعني انا نقلت مجرد خبر (مهم جدا جدا جدا جدا جدا بالنسبة لمن هم مثلي من المسلمين) وقد يغير الكثير من المعتقدات المسيحية ان صادق عليه البابا فليش انتوا زعلانين مش فاهم؟!

عزيزي طريف، بكل موضوعية بامكانك السفر الى تركيا لتقرأ النص الارامي.

الأخ أبو عائشة
مرحبا .. نفتقدك في النادي .
هذه الإكتشافات الدينية العظيمة تدفعني للشك في أن هناك عملية نصب ما .
أتذكر انه كان هناك منذ سنوات إكتشاف تاريخي ديني مشابه .. قبر المسيح في فلسطين !.و كان لي تعليق في موضوع طرحته الغائبة الحاضرة الماضية المستقبلة " نسمه عطرة " . و أراه أيضا ملائما لهذا الإكتشاف و غيره من الإكتشافات الدينية الرائعة !.
أرى أننا لا نفهم الأديان على مستوى المسيحية و الإسلام على حقيقتها .. هي ليست مجرد معتقدات ،و لن ينسخها أو يدعمها حقائق أخرى ، و لكنها كيانات سياسية و إجتماعية و ثقافية كبرى ،و لن يدعمها او يدحضها شيء سوى ثقافات بديلة .حتى لو اكتشفنا أن المسيح شخصية أسطورية و أن محمدا هو أحد مستنبئي البدو جرى تلميعه لاحقا لتبرير الغزوات العربية ، كل ذلك لا يعني شيئا ولن يهتم به أحد . هناك مليارات المليارات من مختلف العملات استثمرت في الأديان ،و هناك كيانات ثقافية و إعلامية هائلة تم تأسيسها على تلك المعتقدات ،و لن يسمح أحد بهدمها ، حتى لو ظهر المسيح نفسه و أخبر الناس بغير ما يعتقدون فلن يرحموه بل سيقتلونه مرة أخرى ربما في غرفة الغاز أو سيجري إيداعه مستشفى للأمراض العقلية .
كان لي مداخلة طريفة في موضوع قبر المسيح ، لأني كنت أرى أنه لو حدث و تأكد لنا انه قبره بالفعل و أن هناك رفات يسوع الناصري ، فمن الأفضل للبشرية أن نخفي الحقيقة و نتصرف كما لو أن شيئا لم يكن . فمن يملك القلب ليقول للفتاة الإفريقية الفقيرة التي تحتضر بمرض الإيدز و تتشوق للقاء الرب يسوع في السماء لتبكي على صدره أنه لن يكون هناك سوى العدم و الرب يرقد في قبر بجوارها في فلسطين ، من سيملك الشجاعة و ينزع التاج من فوق رأس بابا روما لأنه لا مملكة هناك ولا رب في السماء ( في الحقيقة لا توجد سماء كلية !) .
لو لم يكن هناك يسوع ما تغير شيئا من المسيحية ،و مالم يكن هناك نبي في الجزيرة لم ينقص من الإسلام حبة خردلة . و لن يضيف لهما أي شيء آخر .. مللت ان أقول أن من يعتقد انه من أراد هو من يدفع دفعا إلى ما أراده .. سهلة ولا صعبة ؟!.
...................
كي أوضح الفكرة أذكر هذه القصة التي ذكرتها في موضوعات سابقة طرحتها .
هناك رواية شهيرة للكاتب الإنجليزي صامويل بتلر Erewhon وهي مجرد عكس لكلمة nowhere إشارة إلى أن مكان الرواية المثالي هو مكان افتراضي غير موجود ، يتحدث بتلر عن شخص يدعى هيجز سافر إلى بلد بعيد ، ثم اضطر إلى مغادرة هذا البلد في بالون ، و عندما يعود بعد عشرين عام إليه مرة أخرى يجد أن هناك دين جديد ،و أنه لا سواه أصبح محور هذا الدين ،و أنه يعبد كإله تحت اسم طفل السماء ،وأصبح الشعب يحتفل بيوم رحيله بالبالون باسم عيد الصعود ، و عندما حاول هذا الهيجز فضح المهزلة كلها ، أقنعه رجال الدين بألا يفعل ، لأن النظام الأخلاقي في البلد كلها يقوم على تلك الأسطورة ،و حذروه أنه عندما تتحطم الأسطورة سيصبح الناس كلهم أشرارا ،و هكذا غادر الرجل المدينة التي يعبد فيها بكل هدوء !.
هذه هي الفكرة إذا .. كلنا سنصبح أشرارا لو لم نؤمن بالمسيحية ( أو الإسلام ) و أن العالم سيفقد الفضيلة و سيعود إلى عصور الغابة و قوانينها .
لأني أتفلسف أحيانا أذكر مقولة سانتيانا " أني أومن بالمذهب الكاثوليكي رغم اني أعرف انه مزيف ". الا نفعل جميعا شيئا مشابها ؟!.

تحياتي لك أيها العم العزيز بهجت،

أتفق مع كل ما تفضلت بذكره،