سؤال بسيط جدا ، كم عدد من اختار حتى النزول الى ميدان التحرير (نزول فقط لا يكلف سوى تذكرة مترو بجنيه ) ، منها فسحة وفي نفس الوقت تسجيل تعاطف مع الثورة المصرية في ايام الجمع التي سبقت تنحي مبارك من عدد سكان مصر الاجمالي ، رغم ان مصر كانت مفتوحة للاعلام الدولي تماما واستعمال العنف كان استثناءا وليس عرفا مثل سورية ؟
المنظمون كانوا يتحدثون عن مليون واحيانا عن مليونين رغم ان الوقائع تقول ان ميدان التحرير في عز امتلائه لن يستطيع ان يجمع أكثر من خمس العدد في اكثر تقدير ، وحتى لو بلعنا المليون هذا لا يشكل اكثر من 1,5% من شعب مصر يضاف اليهم رقم اقل بكثير من المنتفضين في شوارع السويس والاسكندرية ...
الصعيد المصري يملايينه ومساحته الشاسعة كان موقفه ملتبسا ولم يبدأ بتسجيل تحرك جدي الا بعد تأكد الحسم ...
هل ستجرؤ ان تكذبني حين أقول أن أكثر من 60 % من شعب مصر بمثقفيه وفنانيه ورياضييه واعلامييه وعوامه كانوا مع مبارك واستمراره وضد عيال التحرير كما سموهم وسماهم البعض هنا ايضا قبل الثورة وبعدها ، رغم ان الاصطفاف مع الثورة تعاطفا وحتى كتابة لم يكن يكلف صاحبه شيئا مثلما ما يحدث في سوريا في الان ..

يا سيدي ان اعجزكم (التزامكم السياسي ) او حتى (ولاؤكم العسكري) عن تسجيل موقف حاسم تجاه ما يحدث في سوريا فليكن من باب الانسانية حينما ترون حاكما يسلط جيشه على شعبه تقتيلا واغتصابا لانهم جرؤوا على مطالبته بالرحيل ، ان شاء الله يحط نائبه حتى المهم ان ينقلع هو بالضبط ... سوريا في جميع الاحوال خسرت الكثير في العام الذي انصرم ، لكن وطن خاسر تحت ظل جلاد يده ملوثة بدماء شعبه ،مكروه محليا ومطارد دوليا هو أضعف ما يكون راهنا و بلا مستقبل اصلا .