(03-02-2012, 04:27 PM)بهجت كتب:  الأخوة الكرام .
الخطأ الشائع اننا نتحاور كما لو كنا مستوى خطاب عام .
نحن هنا لا نخاطب الشعب السوري ولا النظام ، نحن نتحاور في دائرة مغلقة و ضيقة للغاية .. نتحاور ما بيننا حول قضايا مختلفة بعضها سياسي .
إنني منذ سنوات طويلة ضد النظام السوري في الوقت الذي كان الجميع لا يرون مدى بشاعته ، و ما قلته يرددونه الان حرفيا ، كنت و مازلت أرى أن شعارات مثل الممانعة و البطيخ هي فقط للإلهاء الجماهيري ،و أن قيادة شعب سني في مشروع شيعي سياسي قمة الحماقة ،وهذا ما كان يفعله بشار الأسد بشكل علني .
كل النتائج السلبية هي من مسئولية النظام ، هذه بديهية لا تقبل الجدل ، الشعب أيضا له الحق في الإختيار حتى لو اختار القاعدة لحكمه ، فمصر فعلت شيئا مشابها و أتت بالإسلاميين و حتى السلفيين لحكمها !.
المشكلة التي أراها و التي يناقشها الأخ جعفر علي ليست الحق في الثورة فهو حق مطلق ،و لكن تعثر الثورة ،و هي حالة مستمرة و مكلفة للغاية .
نعم هناك مشاركون مازلوا مخلصين لتقاليد حوارية قائمة على المساجلة و بعضها بصراحة صبياني ،و لكن هذا لا يجب أن يجعلنا نحيد عن الإصرار على أن نتحاور بعقلانية و هدوء بعيدا عن عواصف النادي الدورية ،و ان نقود الاخرين إلى ذلك النسق الحواري .
في لقاء مع دبلوماسية أمريكية و سفيرة سابقة في هولندا فوجئت بها تتحدث ان 60% من الشعب السوري لا يؤيد الثورة ، قرأت هنا شيئا مشابها و لكني اعتبرتها معلومة عارضة و دعائية ، ما فاجأني حقيقة انهم يتداولون هذه المعلومة كحقيقة ، رغم ذلك كانت ترى ضرورة إزالة النظام ولو بالقوة ، و ان معارضة القذافي كانت حتى أقل من ذلك !،المهم أن وجود النظام يخلق اضطرابا سياسيا أو على حد قولها دوامات تبتلع حتى الجيران . هناك حوار في أمريكا عن تسليح المعارضة ،و هناك من يخشى ان يكون ذلك تسليحا لأيمن الظواهري !.
المهم اني شعرت اننا هنا لا نتناقش بل نتصايح ، و أنهم يتناقشون في أمورنا بجدية و نضج و فهم اكثر كثيرا مما نفعل . و نحن كثيرا ما ننفعل و نتفاصح بسماجة و بلا توقف ،و بالتالي لا نستفيد من قدراتنا بل نبددها في سجالات لفظية لا يجيد البعض غيرها ، علينا ألا نترك انفسنا ننساق خلف المساجلات الصبيانية أو نتفاعل معها .
بعد كل ما سمعته لم أجد ما يقنعني لم لم يسقط النظام حتى الان .
شخصيا أكاد اوقن ان النظام السوري سيسقط قريبا حتى لو حظي بدعم أغلب الشعب السوري ، فالمهم أن يدعمه التاريخ وهو لن يفعل ، فهذا النظام نتوء في العالم السياسي ،و لن يستمر .

عزيزي بهجت
نعم هناك حالة غلط وهي الحالة التمثيلية للشعب السوري في مركز القرار السياسي
ما يجب أخذه في الإعتبار أن المعارضة الوحيدة التي شكلت تحديا جديا للنظام هي معارضة الإخوان المسلمين ولكن ضلوعها بالعمل التخريبي العسكري في الثمانينيات وفي هذه المرحلة من جهة ومن جهة أخرى فسلوك جماعاتها المسلحة لم يكن مقبولا ولا مطمئنا مما جعل الشارع يبتعد عنها ولهذا فلا يغرنك شيعة وسنة غير ذلك فالمسلم السني يتوجس من هذه الجماعات مثله مثل أبناء الطوائف الأخرى فلن تجد شعبية للإخوان لدى الأكراد السنة ولا في دمشق المدينة حيث يسودها منطق " من تجوز أمي صار عمي" فهم مسالمون عموما ولا يميلون للعنف

جانب آخر من المشكلة أن العالم العربي "السني" تقوده قطر والسعودية بعد إضمحلال الدور المصري وبدلا من إلقاء اللوم على النظام مع أنه لديك حق كثير في ذلك إلا أن الجناح الذي تعتبره "سنيا" هو تحت أسر الرجعيات ولن تقوم له قائمة إلا بفعل تقدمي إيجابي يستطيع إعادة التوازن فالصراع هو أيضا صراع بين مشروع أمريكي صهيوني تصف بجانبه معظم ظلاميات الخليج وبين شعوب لا ترضى بهذه المشاريع , فكيف تطلب من السوري أن يستسلم لإسرائيل وهو يعرف أطماعها بينما تجد أن المحور الشيعي هو محور تحد لأمريكا وإسرائيل! لذلك فالمطلوب هو حركة تحررية تتموضع فوق المذاهب وتخترق التعقيدات المذهبية عندها يمكن إزاحة أي حالة خلل سياسي مبني على أسس ضعيفة

ليس هناك أسوأ من حال العرب أخلاقيا في العام كله,فالدول الجوعانة وتعتمد على القمح الأمريكي والقواعد العسكرية الأمريكية والمساعدات وهي معذورة أما الدول القادرة على الوقوف على قدميها كدول الألبا والبريكس تتحدى وتأخذ قرارها المستقل وتنافس إحتكار الغرب كي تجد لنفسها موقعا معتبرا , لذلك لماذا نلقي اللوم على النظام السوري وحده, فلن تحل أية مشكلة بسقوطه بل على العكس تماما