ابتداءً عزيزي "المتسقف" ليس لك مكان في هذا الشريط،فهو للدهماء والغوغاء وملح الارض من أمثالي ،فبرجاء عدم تكبير المصطلحات لأنك ابتداءً فاقد للمصداقية لدي،وكل الكتب التي قرأتها في حياتك والتي تتنطّع بها لا تهمني بشعرة لذا اقتضى التنويه.
أحببت أن افتح هذا الموضوع فقط لأعبر عن قرفي واشمئزازي لطائفة كبيرة من المثقفين العرب أو من يقدمون على اساس انهم مثقفين،وذلك لموقفهم المخزي من الربيع العربي والثورات العربي.
أود ان اقدم خالص اشمئزازي من هؤلاء الذي يجلسون في أبراج عاجية..ينظرون بسفاهة واضحة..وبتفاهة جلية فادحة عن الاوطان وهم أول من أهان الأوطان.
لطالما كان المثقف والنخبوي في كل مجتمع ذو دور متقدم على القوى الحاكمة وعلى الجماهير،الا في وطننا العربي،فالمثقف كائن أكثر جهلا وتفاهة وسطحية من رجل الشارع،والمثقف أكثر تسلقا وحقارة من رجل السلطة!...هل لأن نخبنا مزيفة وتمارس الثقافة حتى تحصل على ما لم تحصل عليه بالسلطة أو المال؟...بمعنى اخر ان المثقف العربي هو شخص يصبو الى مضاجعة النساء وأن يعيش في قصور ويملك أموال ورقاب وعبيد...وكونه لم يدخل كلية عسكرية لكي يصبح ديكتاتورا...ولا يملك عقلا تجاريا كي يصبح رجل اعمال...تحوّل الى الثقافة على أمل أن تؤمن له ذلك؟..فأصبحت الثقافة والتنوير بالنسبة له "سبّوبة" يصل بها اخيرا الى مضاجعة النساء والاموال؟
قبل فترة جلست مع أستاذ دكتور بالاعلام،واستمرت جلستنا مدة نصف ساعة،كرر كلمة "مؤامرة" 4 مرات خلال جلسته وعزا الربيع العربي كله اليها....هل هذا بني أدم؟..أو مثقف؟..أو أكاديمي؟...تخيل ان دكتور الاعلام يتكلم بهذه الطريقة..فماذا ترك للعامة؟
دكتورنا العزيز ومعه الطغمة العربية الفاسدة من المثقفين واشباههم...ونظرا لكونهم أصحب عقول معوقة وتافهة وشديدة الضحالة يعزون كل شيء للمؤامرة!...بمعنى انهم غير قادرين على تفكيك الأحداث من حولهم بطريقة عقلية...يلجؤون الى فكرة المؤامرة لاراحة عقولهم من "قرف التفكير".
لو اخذنا سوريا كمثال....اتباع النظام وفاسديه والتافهين الدائرين في فلكه من حقهم ان يشيطنوا الثورة السورية ويقولوا عنها انها مؤامرة...فهم ثلة من المصالحيين والطائفيين....لكن ما استغربه هم من يطلقون على انفسهم لقب مثقفين ويعزون ما يجري في سوريا الى المؤامرة؟!....ولا أعرف كيف بنوا فكرتهم تلك؟...هل النظام السوري قدم لشعبه كل شيء ولكن شعبه "متآمر" بطبعه!....أو أن الشعب السوري كان يعيش بجنة وارفة لا تستحق التمرد،بالتالي فان تمرده هو "مؤامرة"؟
في ختام هذا المقال أريد أن أقدم خالص قرفي واشمئزازي لنخبة عربية او تسمي نفسها نخبة وهي تلهث خلف سلطة تحصل منها على فتات او تلهث خلف جموع لتحصل منها على مكانة....خالص قرفي واشمئزازي لاناس ركنوا عقولهم جانبا....وأجرؤوها ليرتاحوا من عناء التفكير....
خالص قرفي واشئزازي لمثقف يريد ان يضع نفسه مكان "المفعول بها" وان كل الناس من حوله تتآمر عليه دون ان ينير من حوله ويقول لهم :"امريكا تتآمر على اوروبا...لكنها لا تستطيع النفاذ اليها...والصين تتآمر على امريكا دون ان تكون قادرة على النفاذ اليها...".
وفي ختام مقالي أيضا لا أنسى ان أقدم أسمى ايات العرفان الى مثقفين عرب أخذوا على عاتقهم تنوير الناس وتفكيك المؤامرات لما فيه خير للشعوب...وخالص تقديري لمثقفين أدوا أمانة العلم وكانوا سدنة الحرية والاوطان الحرة.