(03-02-2012, 05:23 PM)Rfik_kamel كتب:  ......


ليس هناك أسوأ من حال العرب أخلاقيا في العام كله,فالدول الجوعانة وتعتمد على القمح الأمريكي والقواعد العسكرية الأمريكية والمساعدات وهي معذورة أما الدول القادرة على الوقوف على قدميها كدول الألبا والبريكس تتحدى وتأخذ قرارها المستقل وتنافس إحتكار الغرب كي تجد لنفسها موقعا معتبرا , لذلك لماذا نلقي اللوم على النظام السوري وحده, فلن تحل أية مشكلة بسقوطه بل على العكس تماما

الاخ Rfik_kamel
سبق أن عبرت عن قناعتي الشخصية حول الإنتفاضة السورية حتى قبل أن تبدأ ،و لكني بالقطع لن أزايد على السوري في بلده و أعلمه الوطنية كما يحلو للبعض أن يفعل . لي تصور أو تمنى أن تتحرر البلاد العربية خاصة مصر و العراق وسوريا ( قلب العرب و مراكزهم الحضارية التاريخية ) ،و أن تحكمها أنظمة وطنية ديمقراطية ، تقود منطقتنا كلها إلى التكامل و القوة بشكل طبيعي ، أن يكون لدينا نظاما علمانيا ليبراليا ديمقراطيا كغيرنا من الشعوب بعيدا عن هيمنة الحكام التاريخيين و المؤسسات العسكرية و الطائفية المقيتة . كل ما يقود إلى هذه الأمنية سأنحاز له بشكل آلي . و لكن مجريات الأمور خلال العام الماضي أصابتني بالإحباط ، فما لدينا إنتفاضة أصولية إسلامية تلتهم الأخضر و اليابس . فما العمل إذا ؟. سؤال ليس سهلا أبدا . في مصر المشكلة ( أي مشكلة الإختيار ) محلولة ،وسواء أدرك المصريون ما فعلوا أم لا ، فمصر تحولت إلى دولة إسلامية سلفية متشددة ، بشكل ديمقراطي غاية في الشفافية ! ، أما التهريج الخاص بالعسكر في المعسكر يا عساكر ... الخ ، فيلائم من يلهو كالصبية فقط  . الأمر في سوريا غامض جدا و ستفرض النتائج فرضا كما حدث في ليبيا ، فأخطاء النظام تجاوزت خط الحل الإرادي ، أتمنى أن أكون مخطئا و لكن هذا ما أراه كمراقب محب لسوريا و لكنه واقعي .
كل هذه الآراء ستكون مقبولة و مجدية في إطار حوار عقلاني يليق بنا كناضجين ،و لكني أشعر بحنق شديد كلما قابلت أحدا من المراسلين أو الدبلوماسيين الأجانب ،وهذا يحدث أحيانا بحكم العمل الخاص ، فالحوار معهم بما في ذلك من أراهم سطحيين أو غير مثقفين بشكل جيد يجعلني أرى كم نبدد جهودنا هنا في حوارات عديمة الجدوى . أنت تعيش في الخارج و تعلم أنهم عادة يتمتعون بتكامل الشخصية و الإتزان و المنطق ، وتلك كلها عادات و لكن هذا لا يعني تميز فكري كبير ، فصدقني قليلا ما قابلت من يتمتع بالثقافة المتنوعة الشمولية التي يتمتع بها بعض من قابلت من العرب ، إذا ما هي المشكلة ؟ . المشكلة كما لمستها ليس في النادي فقط بل في الحياة العامة في مصر هي في الأداء أو الممارسة الجماعية . لو فرضنا ان العربي يساوي 90% من نظيره الغربي ، فالجماعة العربية تعادل 10% من نظيرها الغربي . كل زميل هنا ستجده جيدا في شخصه و لكن محصلة حواراتنا متدنية جدا ، فيكفي شخص تافه أو عصبي واحد كي يفسد كل شيء، مثل هذا الشخص في الغرب لن يفكر في اقتحام حوارا لا يلائمه ولو فعل فسيتم تجاهله ،و لكننا نشجعه وربما جعلناه شخصية هامة ضمن قائمة الألقين ! . 
أشرت إلى لقاء جمعني منذ أيام بدبلوماسية امريكية حاصلة على أكثر من دكتوراة و كانت سفيرة لبلادها في هولندا ،و صديقة شخصية " لبيل كلينتون " تشبه " مادلين اولبرايت "  كثيرا ، رغم هذا فلم أشعر أبدا أننا كنا دونها في شيء ، بل شعرت أنه كما استفدت من هذا الحوار أفدتها أيضا . يعلم الله أني سرحت قليلا لم لا نفعل شيئا كهذا ؟.