(03-02-2012, 07:19 PM)بهجت كتب:  

(03-02-2012, 06:55 PM)forat كتب:  مصيبة يا استاذ بهجت اذا لم تعرف سبب هذه الملاحظة....مصيبة حقيقية فعلا!

أهلا فرات .
أولا .. هل هي حقيقة اولا ام لا ؟.
ثانيا .. لماذا هي مصيبة ألا اعرف لأني بالفعل لا أرى سببا حقيقيا يمنعنا أن نكون متحضرين و مختلفين أيضا ، كما تفعل شعوب ليست أفضل مننا في شيء كأفراد ، لقد عملت مع أفراد من شعوب مختلفة بشكل كبير جدا أوروبية و أسيوية و إفريقية و عرب ،و على درجات مختلفة من التبعية ،و لكني لم اجد فارقا جوهري بيننا و بين أفضلهم .

وانا ايضا عملت مع عرب واوربيين وامريكان وروس يا استاذ بهجت....وتفاجئت من كم الايجابية الموجود لدى عوام الغربيين تحديدا!...عملت مستشارا قانونيا لدى شركة عابرة للقارات...وبحكم المونة والصداقة كنت اجلس لدى مدير العلاقات العامة بالشركة نظرا لأنني احب العلاقات العامة واحب طريقة عملهم في الشركات المحترفة..فهم قسم مفصلي في تلك الشركات...ويقوم بدراسات واحصاءات ودراسات جدوى مهولة..وفيهم كادر علمي واكاديمي محترف كان يبهرني.
صديقي -مدير العلاقات العامة- قسّم صالة استقبال الزوار والزبائن والمتعاملين الى قسمين،القسم الاول للاجانب والقسم الثاني للعرب...وقام بوضع صندوقي اقتراحات وشكاوي في كل قسم...في اخر كل اسبوع نتوجه الى صندوق الشكاوي والاقتراحات العربي..فنجد به اوراق معدودة على الاصبع الواحدة رغم انه الاكثر ارتيادا ونشاط من قبل المتعاملين.....بينما عندما نفتح الصندوق الانجليزي نجد به مئات الرسائل التي تبدأ من الشكر والتقدير للشركة والطاقم وتمر بافكار التطوير حتى لنوعية الكراسي المستخدمة بصالة الاستقبال (تخيل؟)....انتهاءا بالشكاوي المحقة لاصحابها في ان الموظف كان عابسا معهم او ان الصالة لا يوجد بها شاحن موبايل!!

السؤال لماذا القسم العربي لا يكتب الملاحظات بينما القسم الاجنبي يكتب المئات منها؟...بعد بحث وتفسير...كان السبب ان هؤلاء (الغربيون) اعضاء في "نظام" يشعرون ان لهم دور فيه وفي تطويره...فصاروا يطبقوا هذا المنطق على كل شيء في حياتهم...اما اصحابنا العرب..فهم أعضاء في نظام مفروض عليهم ولا يعطي أي اهمية لارائهم!..بل يحتقرهم.
الشعور الايجابي لدى الغربيين بحسب ما لمسته هو شعور داخلي وفردي لدى جماعة من الناس يحكمهم القانون وليس الكوسا يعرفون ان لهم صوت مؤثر...لكن اذا كنت لا تملك قرارك في أخطر امور حياتك...بالتالي لن تشعر أهمية لذاتك او رأيك في أتفهها!