الثقافة تكون عقيمة حين تصبح عاجزة.
وثقافتكم عاجزة .. كسيحة مهلهلة لا قوام لها

بصراحة فجة ووقحة: كلامكم لا أهمية له، التحليل يكون بعد أو قبل الحدث لا خلاله. تحليلكم خلال الحدث لا قيمة له نهائياً، لأن كلامكم سيكون بلا معنى ولا تأثير من ناحية، وسيكون دليلاً على تهاونكم مع دماء شعب تمت عمليات إبادة بحقه من ناحية أخرى.
أتفهم حاجتكم للوضوح كمثقفين، ولكني أنصحكم خلال هذه الفترة بالصمت. فالثورة ستنتصر لا لشيء إلا لأنه لا خيار آخر لها. هي لن تتوقف حيناً ثم تعود للانتفاض، هي ستبقى متقدة للانتصار ولاقتلاع هذا النظام من جذوره، هناك ستين ألف تخوف ممكن وبعضه حقيقي وبعضه متوهم، لكننا بالداخل متفقين على أنه يجب أولاً إسقاط النظام، أي كلام آخر لا أهمية له حالياً.
والمثقف والسياسي والأجنبي والعربي والغربي والشرقي لا نحكم عليهم إلا بقدر وقوفهم مع شعبنا وعلى طريقة معنا أوضدنا، لا مجال اليوم لأنصاف المواقف. من ليس معي فهو بالضرورة مع النظام، من حيث يدري أو لا يدري.
وبالنهاية أنتم أحرار في المواقف التي تتخذونها، ولكني أشرح لكم حقيقة حال، ولا أناقش ولا أجادل ولا رغبة لي بذلك أصلاً. هناك موقف أخلاقي، لا سياسي ولا تحليلي ولا بلوط، هناك موقف أخلاقي بجدارة، فمن يموت يتحمل وزره النظام وأياً كان مصدر وطبيعة قاتله. والموقف الوحيد الممكن أخلاقياً هو الوقوف ضد هذا النظام لإنقاذ هذا الشعب من الحقد الأسود الذي يتكالب عليه. وبقية المواقف "فزلكات، ولعب في الوقت الضائع".
ونحن بحاجة بقوة لمواقف أخلاقية، فقط أخلاقية. لم نعد نريد ديمقراطية ولا حرية، نريد فقط حالياً وبشكل طارئ التخلص من هذا النظام لإنقاذ سوريا الدولة والشعب، وبعدها نتحدث.


خالص تحياتي.