(03-03-2012, 03:44 AM)Rfik_kamel كتب:  وماذا لو تعلم النظام من أخطاءه وحارب الفساد وساهم بإيجاد تعددية سياسية فعلية وتدريجيا ولقن دول الخليج درسا بسماحه لوجود معارضة وطنية أصيلة ?

من جهة أخرى إذا سحق النظام التكفيريين فهو يشكل قدوة وخدمة إنسانية لكل من تضرر من إجرامهم سواء في سوريا أو غيرها وصفعة لمن يقف وراءهم

يا صديقي .
كلمتين و امضي فلست طرفا ولست مرتاحا للمناكفات السائدة .
اسمع من رجل خبير عاش عمره كله في جوف تلك المصائب العربية ،و صدقني أبعد كثيرا جدا مما تعرف .
هناك فارق بين ما نتمنى و ما نرى .
أتمنى مثلك و جعفر علي وكل المشفقين على سوريا الوطن أن يتوافق الشعب و النظام و ألا يتصادما حتى النهاية ،و لكني بوضوح -يخيفني أحيانا - أرى أن النظام غير قابل للتغيير نهائيا ،و اوضحت أسبابي سابقا ، فهو بلا أي مرجعية خارجة قادرة على إصلاحه او استبداله سلميا ، فلا هو عسكري ولا حزبي ولا ديني ، هو نظام عائلي مغلق أشبه بالأجهزة التي لا يمكن فتحها و إصلاحها ، عندما تتوقف لابد من إلقائها بعيدا .
نجاح الثورات العربية ليس النهاية السعيدة و لكنه بداية لآليات الفوضى و الأصولية و الإفقار ، أصدق تعبير عنها أن " العملية(الثورة ) نجحت و المريض ( مصر ) مات !" . تمنيت أن تكون لدينا تجربة ناجحة في سوريا تنتج نظاما ليبراليا حديثا ، و تصبح نموذجا لمصر و غيرها ، و هذا لا يبدوا في الأفق ، فهناك من يقاتل الان و سيطلب الثمن باهظا ، لقد دفعناه في مصر بالفعل ، فالجميع الان - حتى الراقصات -يكتشف اصوله الإخوانية و يطلق لحيته و يدعك جبهته بحجر حتى يبدوا مصليا ورعا .
و لكن صدقني هذه الثورات أيضا حتمية فلم تترك النظم حلآ آخر .
منذ سنوات تحدثت عن إنتفاضة الأصوليات الإسلامية خاصة ،هذه الإنتفاضة تفسر تقريبا كل شيء ، أتنبأ بانتفاضة إسلامية في كل الشعوب العربية الباقية خارج دائرة المقدس ( الأردن - الجزائر- فتح و المنظمة ) و الأيام القريبة بيننا .