{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
من درر العلامة المنار
السيد مهدي الحسيني غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 753
الانضمام: Apr 2011
مشاركة: #7
الرد على: من درر العلامة المنار
[size=large]2
. اصالة الوجود
[/size
]

أسجل بشكل سريع ملاحظتي على موضوع الخلاف في القول بين أصالة الوجود وأصالة الماهية ، .. لو دققنا لوجدنا ان القائلين بأصالة الماهية يجيزون قدم المخلوقات وتعدد القدماء وهذا ما صرّح بالتنبيه عليه الخواجا الشيخ نصير الدين الطوسي في تعليقه على الرئيس بن سينا في الإشارات والتنبيهات ، وهذه نظرية كارثية ، ولو دققنا النظر في قول القائلين بأصالة الوجود فسنجد شيئا مثيرا للانتباه وهو أن الوجود له مرتبتان في المعنى . الأولى : مرتبة الوجود الذهني . والثانية : مرتبة الوجود الخارجي ، فأي منهما هو المقصود بالأصالة ؟ يقولون انه لا هذا ولا هذا وإنما هو الوجود اللا بشرط المقسمي ويقصدون طبيعة الوجود بما هو وجود من دون لحاظ التحقق والثبوت ، وهذا الجواب قد يعجب بعض أهل النظر، ولكنه لا يعني شيئا في الحقيقة ، فإذا كانت الطبيعة مستنبطة فهو وجود ذهني ، وإذا كانت الطبيعة متحققة فهو الخارجي ، ولا يوجد وجود غير موجود لا في الذهن ولا في الخارج ، وعلى كل حال إنما الكلام في الحقيقية السارية في كل ما اسمه موجود ، والعارف يعرف انه هو الله ولا يوجد غيره مطلقا حتى يبحث عن الغير ، والمعنى بهذا الشكل لا غبار عليه والأصالة للوجود قطعا، ولكن عند ذلك فهو غير قابل للتصور أو الفهم بل يعرف بآثاره وليس بحقيقته ، وإذا كان الوجود بما هو وجود - غير الحقيقة السارية في الموجودات - فهو وجود ذهني ، وليس حقيقيا خارجيا لأنه انتزاعي ، وعلى هذا فالعجب كل العجب هو من تقسيم الوجود والبحث فيه وفي خصائصه ، فيما لو كان بمعنى الحقيقة السارية في الموجودات ، وقولهم بأنه من أبده البديهيات وأوضح الواضحات والبحث عن نوع الوحدة ؟ وكيفياتها ؟ وما يصح ؟ وما لا يصح ؟ والبحث في لوازم الوجود ؟ فهذا كله غفلة عجيبة من الباحثين القائلين ( بأصالة الوجود ) أنفسهم، لأنهم ملزمون بفهم حقيقة ما يقولون في لفظ : ( الوجود ) ، فيجب أن يبيّنوا من يقصدون به ، هل هو الله أم غيره ؟ بلفظ صريح ولغة واضحة ، والبدهي هو الإحساس بالموجود المحسوس ، وأما إذا كانوا يقصدون به المفهوم الانتزاعي من جملة الموجودات المحسوسة أو المعقولة ، وهي من الوجود الذهني، فعندها ما علاقة ذلك بواجب الوجود؟ وما علاقة ذلك بالوحدة وغيرها ؟ فالأمر في غاية التشويش . ولا ينبغي تبادل الألفاظ والمعاني، فلو راجعت النقاش بين القائلين بالنظريتين لوجدت أن القائلين بأصالة الوجود يتهمون القائلين بأصالة الماهية بأنهم لا يفرقون بين الوجود الخارجي وبين الوجود الذهني ويخلطون بينهما ، ولكن لو دققت في أدلة القائلين بأصالة الوجود فانك ستجدهم أيضا يخلطون بشكل واضح بين الوجود الخارجي والوجود الذهني بل يستدلون على الوجود الخارجي بالوجود الذهني ، ويبنون نظرياتهم على معاني عجيبة للوجود الذهني الذي هو : ( المعرفة ) فتارة يصورون انه وجود حقيقي شبه مادي وتارة يرون انها انطباع أشباح الوجودات الخارجية بنفسها في الذهن وتارة يرون انها مجرد صورة ، وهذا الأخير عليه اغلب المتأخرين ، وهو غير مفيد في البحث عن الخارجي ، وكل هذا يدل على التمسك بمعارف قديمة في فهم طبيعة المعرفة ، وكيف تتكون في الكائن الإنساني مثلا ؟ والذي قد كشفت المعارف المستمرة أمورا جوهرية في كيفية المعرفة ، و هي مزيج بين قوانين الفيزياء والرياضيات وأمور قبلية لا يمكن تفسيرها لحد الآن ، إلا بالخلق الإلهي ، فالخلط بين مفاهيم غير محققة وغير دقيقة في الأساس هو أساس الأدلة على أصالة الوجود كما هو حال أصالة الماهية ، رغم تشدد القائلين بأصالة الوجود على التفريق ووجوب عدم الخلط ، ومن المشاكل الفكرية هو انتقال الموضوع إلى البحث الأصولي ، فقد كانت مسألة أصالة الوجود هي المرتكز في بعض أبحاث اجتماع الأمر النهي كما أنها محور في بحث توجيه الأمر إلى الطبيعة أو الفرد؟ مع اعترافهم بان الوجود المبحوث هو الانتزاعي المفهومي وليس الخارجي . أقول : هذه الإلماعة السريعة جدا غير كافية في الموضوع ، ولكنها خارجة عن البحث فلا يصح التعمق فيها ، وانما أردت التنبيه إلى انني لا اتبنى الكثير من المباحث الفلسفية في هذا المجال ، ولي فيها رأي وبراهين تعكس براهينهم عليهم ، والذي اعتقده أن الله هو خالق كل شيء وهو مقوّم كل شيء ، فإذا كانوا يقصدون بأصالة الوجود أصالة الله فهذا لا بأس به ، ولكن البحوث اللاحقة بالوجود غير لائقة في جوانبها التي تحاول الكشف عن خصائص الوجود ، فلا يوجد ما يكشف خصائص الله لضرورة عدم إدراك كنهه ، وإذا كانوا يقصدون أصالة الوجود المنتزع من عموم التحقق الخارجي للأشياء فهو أمر تحليلي عقلي كما لا يخفى وهو بحث وجيه بهذا الاعتبار حصرا ، وهذا المنحى لا معنى لأصالته ولا لعدم أصالته ، فهو بحث عقيم . وتبعا لهذا فالوحدة إذا كان المقصود بها القيمومة بمعنى (داخل في الأشياء بلا ممازجة وخارج عنها بلا مزايلة ) بوجود قيّومي ، فهو كلام متين يمكن الحوار فيه عرفانيا ، وأما إذا كان المقصود ثبوت الله في الأشياء أو ثبوت الأشياء في الله فذلك اشتباه كبير
03-03-2012, 10:58 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
الرد على: من درر العلامة المنار - بواسطة السيد مهدي الحسيني - 03-03-2012, 10:58 PM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  المنار: موقع المرأة في النظام الإسلامي السيد مهدي الحسيني 4 2,281 12-03-2011, 12:08 AM
آخر رد: السيد مهدي الحسيني

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS