بشائر الإسلاموية (الإسلام السياسي) في ليبيا، وطلائع جند الله الغيورين قد أخذوا بتحطيم "الصلبان" التي تشي "بالشرك" والعياذ بالله، وغداً سوف يعلنون الجهاد ويعيدون إلى العالم عهود الصحابة المجتبين، واللاحقين التابعين، بإحسان إلى يوم الدين!!! الله أكبر، جاء الحق وزهق الباطل، وها هم فرسان الدين، أحفاد صلاح الدين، يجتثون الصلبان حتى تكون الأرض كلها لله، وأشهد أن لا إله إلا الله ... إلخ (مشروع "خطبة جمعة" في معظم مساجد العالم العربي في الاسبوع القادم ).

علينا التعوّد على مثل هذه التجاوزات. فهذه المشاهد، وما يماثلها، سوف تتكرر في السنين القادمة في "ليبيا ومصر وتونس" ولربما في "سوريا والأردن"أيضاً قبل أن يستولي تنظيم القاعدة على "اليمن". "فتيارات الإسلام السياسي" ليس عندها، ولم تملك يوماً، أكثر من هذا: تكييس، تعليب، تخلّف، كره، حقد، غضب، حساسية مفرطة، و هيئات للأمر بالمعروف والنهي عن أكل الحلّوف ، وأخرى "لتحفيظ الكتاب والمحافظة على ارتداء الحجاب"، وثالثة "للجهاد في سبيل الحق وكتابة الأحجبة والأدعية ضد القمل والبق" إلخ.
هم سوف "يفلسون" سريعاً دون أن يحلوا مشكلة واحدة (ففاقد الشيء لا يعطيه)، ولسوف تترحم الناس مع سنواتهم العجاف على الطغاة الضعاف، ولعل كل ما نستطيع أن نرجوه هو ألا تكون المعاناة طويلة في هذا النفق المظلم.

واسلموا لي
العلماني