السلام عليكم ورحمة الله...

حقا فهذا حوار رائع استفدت كثيرا من الرباعية المنتظمة.."بهجت-نظام الملك-جعفر علي-زياد دياب"..فأفكارهم كانت في العمق..أعتقد أن هذا الوقت هو أوان نقاش الحلول..فالوقت الراهن لم يعد يحتمل سوي البحث عنها...برأيي أن المعارضة السورية لو كانوا جادين فعلا في السير علي أهداف الثورة "الأولية"..عليهم من الآن عقد مراجعات مؤلمة..فلا أمريكا ولا إسرائيل ولا حكام الخليج سينفعوا شعب سوريا وهو يتساقط يوميا بالعشرات..تلك الأرواح التي تُزهق من المدنيين والعسكريين من المسئول عنها..ومن الذي دفع الأمور في سوريا نحو التأزيم...أكيد كان هناك من يعمل علي التأزيم للوصول إلي منطقة اللاعودة..إما أكون أو لا أكون..هذه سياسة عالمية تم تطبيقها بنجاح في ليبيا والعراق وأفغانستان وغيرها من الدول..أكيد هذه الأوضاع لم تأتي صدفة..

هناك الآن دعوات خليجية لتسليح المعارضة وكأن المشرحة ناقصة قتلي..النهاية المفترضة لأي معركة عسكرية تُجري علي الأرض بين النظام والمعارضة لن تكون سوي لصالح النظام السوري ..وكثيرا ما كان يغضب منا الأخوة بطرح هذا الرأي وكأننا ضباطا في الجيش السوري أو مسئولين في الحكومة...فالقوة الشعبية والعسكرية مع النظام....بيد أن أي محاولات لخرق هذه القوة يلزمها أغلبية شعبية تحمي وتناور..وقوة عسكرية تخلق مناطق عازلة وتدافع..وهذا غير موجود..سيشعلون النار في درعا في حمص في إدلب..ثم ماذا؟؟!

أنا لا أتمني هزيمة المعارضة-كما يظن البعض- واتُهمنا من قبل بهذا الإتهام..فشخصيا أري وجودها ضروريا للضغط لإجراء إصلاحات..ولكننا نُفرق بين وجود المعارضة ككيان سياسي ديمقراطي ووجود المعارضة كميلشيات حربية تدعو فقط للإقتتال الداخلي..هنا نأخذ مكان المحلل السياسي..فالرؤية يبدو أنها ستختلف بمعيار التعاطف..وأنا لا أتعاطف مع النظام ولا المعارضة أكثر من التعاطف مع قضية الإصلاحات التي تبخرت وأصبحت حلما..وهذا المبدأ كثيرا ما كنا نطرح بواعثه علي الزملاء مؤيدي الثورة فظنوا أنه وبمجرد الخِلاف أصبحنا في صف النظام وأننا نعشقه ولا ننام الليل من الهَيام به...

علي جانب آخر هناك ثنائية.."المال والإعلام"..لم نُدرك حقائقها ولا وسائلها بعد..فالكثير منا لا زال يفكر بعقلية القرن التاسع عشر..وأن الثورة الآن في عصر الإعلام هي الثورة في عصر السيوف والرماح..فاختلط عليه الأمر..أنا لا أؤمن بثورة كاهلها الأكبر علي الإعلام أكثر من الشعوب..ومن هنا أتفق مع أستاذي العزيز بهجت في توصيفه للمشكلة بعدمية الثورة في مناطق أكثر أهمية كدمشق وحلب وأضيف أيضا قلة المتظاهرين في اللاذقية وطرطوس وغيرها من المحافظات لا تنشط فيها المظاهرات..فبات واضحا أن المظاهرات انحسرت بشدة في بعض المحافظات..

البعض يعول علي القوة الخارجية للدفع إلي إنجاح الضغوط أو إحداث تغيير جوهري في زمن قصير...وكلنا يعلم أن النظام العالمي مُسيّس..فلو صوتت بريطانيا وأمريكا وفرنسا لصالح قرار أو مشروع فالبتبعية ستصوت معها غالبية الكتل..هذا شئ أصبح بديهي في عالم السياسة..علاوة علي دور تلك الثنائية العظيمة.."المال والإعلام"..فقد أصبحا عماد النظام العالمي في توجيه دفة الرأي العام..ولكن ما الضامن مثلا أنه لو اكتُشف أن ورقة الثورة قد احتُرقت تماما ولم يعد لها جدوي في أروقة السياسيين..ما الضامن لبقائها حتي للإصلاحات...من يدعمها الآن سينفكّ عنها وقت ما يوازن بين مصالحه والثورة...

ثم لماذا لا نناقش الدليل بدلا من الوقوف علي النتائج إذا كنا فعلا نعمل للإصلاح..المعارضة تقول ان هناك ثورة إصلاحية تُقمع ونظام دكتاتوري يذبح شعبه..والنظام يقول أن هذا تمرد عسكري وعمليات إرهابية ضد الشعب ومؤامرة غربية خليجية علي المقاومة...المعارضة تشتكي من سوء الإعلام السوري..والنظام يشتكي من سوء الإعلام الغربي والخليجي الداعم...

طيب..ما الحل؟؟!

الحل كان في شهادة لجنة المراقبة العربية التي راقبت الأوضاع الحقيقية علي الأرض وقد شهدت لصالح النظام حصرا وأيدت وِجهة نظره..وأن الذي يحدث علي الأرض مخالف تماما عما يُنشر في الإعلام...هل هذه الشهادة تصلح للاجتماع عليها أم أنه مجروحة...طيب وما علة جُرحها..ومن المسئول؟..كل هذا يحتاج للنقاش فيما لو كنا تريد فعلا نبحث عن حل..لماذا لا نُحّكم من كانوا في قلب المشهد محايدين..لقد أصبحت لجنة المراقبة العربية في خبر كان بمجرد التمسك بشهادتها التي لم تفلح إلي الآن أي قوة علي تغييرها أو الضغط علي رئيسها لتخفيف الشهادة علي الأقل..