الزميل العزيز الحكيم الرائي .
سعدت بتواصلك لأنك من الزملاء القدامى الأعزاء الذين أصر ألا يضيعوا في عواصف المنتديات ، فقط أتمنى أن نقدر أن بعض الموضوعات جدية و أنه ربما أرى أن اللعب فيها يبدد جهدي .. هذا كل ما هناك .و عموما تواصلك هذا يدل ان صداقتنا قادرة على عبور المطبات الصناعية .
سأخبرك سرا (فالنت أفضل وسائل حفظ الأسرار) .. أنني الان مشغول بشكل استثنائي ،و بالتالي لا أستطيع سوى أن أحرر يوميا مداخلة جادة واحدة فقط ، و قد فعلت في شريط صديقي العزيز جعفر علي ، و لكنني رغم هذا سأتوقف معك قليلا تقديرا لزمالتنا و شخصك العزيز .. أقول لك أني لا أستريح إلى أسلوب المساجلات و التي أصبحت نوعا من الإدمان لا أدري سببه .. ذلك يذكرني بمسرحية المسرحي الإيطالي الكبير لويجي بيراندللو " الليلة نرتجل " ، عندما يطرح زميل موضوعا من خياله ، فيقول لك العب أنت دور باتيستا و سألعب دور جيفارا و صديقي الأقرع النزهي سيلعب دور كاسترو و ... الخ ثم يبدأ التمثيل مباشرة ، هذا شيء جميل و مسلي جدا ، عيبه الوحيد أنه " فانتازيا " لا تفيد في شيء ولا تناسب الجميع ، كما أنه سيأتي الدور عليك باكر كي تلعب دور باتيستا و أنت لست أحدهما .. جيفارا أو باتيستا .. أليس الأفضل أن يلعب كل منا دوره هو و أن نتركه يعبر عن أفكاره بشكل حضاري محترم ، دون أن نفرض عليه دورا من خيالنا ، فكر في هذا جيدا و ستجدني مصيبا كعادتي !.
رغم أني أرى موضوع " المجلس الأعلى " out of date ، و أني مشغول بالفعل في متابعة إعداد الدستور و انتخابات الرئاسة ،و كلاهما الأمل الباقي للحد من إجتياح الأصولية الإسلامية ، حتى أني طرحت أكثر من موضوع و لم أتمكن من متابعته !.رغم ذلك أنا مستعد للتجاوب معك تقديرا لشخصك في الحديث مجددا عن المجلس الأعلى ( العسكري ) . فقط لن أتمكن الحوار من نقطة الصفر أو على طريقة " بيراندللو " ،و لكن من حيث وقفت ، أتمنى أن تستخدم الباحث في النادي و تعود إلى موضوعات بهجت في ساحتي الحوار الحر من بداية 2011 و حتى اليوم ،و تبحث عن كلمة " المجلس " و ستجد مادة كبيرة لي عن " المجلس العسكري "و ستفاجئ بأنها مختلفة كلية عما اعتدت أنت قرائته على الفيس بوك و التويتر ، ربما كانت المادة مرهقة لمن اعتاد القراءة بخفة و الكتابة بذات الخفة ،و لكنها لن تكون مرهقة لزميل قديم مثلك ،.. ثق أنها ستوضح لك الكثير جدا ،و ستجد وقتها ما يمكن الحوار عنه خارج مسرحية " الليلة نرتجل " .
تحياتي يا جميل .