(03-07-2012, 03:24 PM)jafar_ali60 كتب:  ......................

حقيقة لا احمل تصورا لكيفية سقوط النظام اذا اخذنا العوامل المتاحة حاليا فهي قطعا لا تنبئ بشيء وتبقى المراهنة على ظروف استثنائية ليست بالحسبان كأن ينهار النظام من الداخل وفجأة دون سابق انذار

مع كل الود

الأخ الكريم .
 لعلك تشعر معي في حوارات النادي بما يذكرنا بمسرحية المسرحي الإيطالي الكبير لويجي بيراندللو " الليلة نرتجل " ، عندما يطرح زميل موضوعا من خياله ، فيقول لك العب أنت دور باتيستا و سألعب دور جيفارا و صديقي الأقرع النزهي سيلعب دور كاسترو و ... الخ ثم يبدأ التمثيل مباشرة ، هذا شيء جميل و مسلي جدا ، عيبه الوحيد أنه " فانتازيا " لا تفيد في شيء ولا تناسب الجميع ، أعتقد أنه علينا أن نوقف ذلك كله ، و لهذا أقر أني أرى العكس هنا ليس لأني بطل و الاخرين زحفطون فهذا إدعاء الصغار و تهريخ السواخر ، على النقيض تماما .. أعرف أنك تتوق إلى أن يسقط النظام السوري قبلنا جميعا ،و لكنك تعبر عن رؤية واقعية للأمور بعيدا عن محاولة الهروب إلى الوهم . ولكني أرى بالفعل رؤية مختلفة و أراها ليست وهما بل ربما رؤية اكثر تجريدا بعد التحرر من تفاصيل قد تخفي الحقائق الأساسية عنا .
أشرت في مداخلة سابقة إلى لقاء جمعني منذ أسبوع تقريبا  بدبلوماسية أمريكية تقوم بزيارة لمصر ، في منزل أحد معارفي من كبار المهندسين المعمارين و الأخ الأكبر للمثل مشهور و كلاهما ناشط سياسي أيضا ، وهو بالقطع ليس " ممدوح حمزة " . هذه السيدة حاصلة على أكثر من دكتوراة و كانت سفيرة لبلادها في هولندا ،و صديقة شخصية " لبيل كلينتون " تشبه " مادلين اولبرايت "  كثيرا . في اللقاء  أثير الموقف في سوريا ، و كانت ضد تدخل بلادها عسكريا في سوريا ، و الغريب أنها أيضا كانت تشكو من عدم حسم الشعب السوري لموقفه خاصة في دمشق و حلب ،و لكنها كانت ترى أن حتى ذلك لن يمنع من سقوط النظام ، فالنظام يجعل المنطقة كلها و ليس سوريا فقط غير مستقرة ، و مثل هذا النظام لن يصمد طويلا ، خاصة مع تصاعد العقوبات الإقتصادية و السياسية و أن روسيا سوف تتخلى عنه تحت تأثير زيادة الخسائر البشرية عن الحد المقبول . هذه الرؤية تتفق بالفعل مع ما أراه و عبرت عنه سابقا و أيضا مع ما يقوله السفير البريطاني في سوريا . هناك ضغوط سياسية و إقتصادية هائلة لن تستطيع سوريا حتى مع مساعدة إيران أن تتغلب عليه ، الغرب ممتاز في إلحاق الأذى بالاخرين رغم أنه قليل الفائدة لأصدقائه . 
عندما انظر إلى المستقبل لا أشاهد بشار الأسد في دمشق .