الجثث الستة التي جرى تفجيرها تعود إلى مواطنين ( من آل فرزات؟) جرت تصفيتهم على أيدي "كتيبة خالد بن الوليد" بسبب "ولائهم" للنظام، و"الهنغار" يعود إلى عائلة آل مطر

باريس ، حماة ، الحقيقة ( خاص) : بثت قناة"الجزيرة" ومواقع سورية معارضة في الثاني من الشهر الجاري شريطا زعمت أنه لقصف مدفعي قامت به السلطة على تظاهرة في مدينة الرستن في اليوم نفسه ، وهو اليوم الذي عرف باسم "جمعة تسليح الجيش الحر". وأظهر الشريط بضع مئات من "المتظاهرين" داخل مكان مغلق أشبه بـ"هنغار" أو "مستودع " كبير مغلق من جميع الجهات باستثناء جهة واحدة . وفي مرحلة من مراحل التصوير ( عند الدقيقة 0.26 ) نسمع فجأة انفجارا متوسط الصدى ، قبل أن تتوجه الكاميرا إليه لترينا ست جثث وقد تمزق عدد منها إلى أشلاء، بينما كان المتظاهرون يحاولون الفرار من المكان خوفا.

الشريط وصف في وسائل الإعلام ( "الجزيرة" وأخواتها ، ومواقع المعارضة) بأنه قصف مدفعي من قبل الجيش السوري على المتظاهرين . وقد انتشرت هذه الرواية مثل النار في الهشيم ، واجترها كل من له ثأر عام أو خاص مع السلطة على نحو غبي مثير للشفقة أو لئيم لا يستحق سوى الاحتقار! فقد سارعت "الجزيرة" للحديث عن 13 قتيلا، بينما وصل العهر بـ"تنسيقية الرستن"، التي هي وزعت الشريط ، إلى الحديث عن" قذائف هاون تنزل على المتظاهرين السلميين في الرستن وتقتل و تجرح العشرات بينهم أطفال"! وأما الكرخانة الحريرية المسماة صحيفة"المستقبل" ، فقد خرجت في اليوم التالي لتتحدث عن " مجزرة راح ضحيتها عشرات القتلى والجرحى (..) بعد قصف مظاهرة بالمدافع"! وأما الماخور الآخر المسمى "قناة العربية"، فقد تحدث عن "قذيفة سقطت على تظاهرة، ما أودى بحياة 16 شخصاً على الأقل، وتسبب في جرح العشرات".وكذلك فعلت بقية الكرخانات الإعلامية الخليجية.

الشريط ( منشور جانبا) يشكل واحدا من أكثر الأشرطة المفبركة وضوحا منذ بدء الانتفاضة وحتى الآن ، إن لم يكن أوضحها على الإطلاق. وإليكم الأسباب :

ـ إن إي قذيفة مدفعية ، أو غير مدفعية ، لا يمكن على الإطلاق أن تسقط في هذه الزاوية القصية من"الهنغار" التي تكومت فيها الجثث إلا إذا جاءت من إحدى جهتين : إما من الباب الكبير المفتوح من فوق رؤوس المتظاهرين ، لأن للقذيفة أو القنبلة مسارا قوسيا ( منحنيا)، أو إذا سقطت من السقف. وغني عن البيان ، وكما نشاهد من الشريط ، لم تأت القذيفة من جهة الباب المفتوح. يبقى إذن احتمال السقف والجدارين اللذين يشكلان الزاوية .

وفيما يتعلق بالسقف والجدارين ، نلاحظ ببساطة أنها كلها بقيت سليمة تماما ، بما في ذلك الأبواب المغلقة ( أبوب التوتياء السحّاب) ، وليس فيها أي خرق مهما كان صغيرا لأي قذيفة أو طلقة. بل إنه حتى العلم الموضوع على الجدار واللافتة المعلقة لم يتعرضا لأي أذى ، رغم أنهما من القماش! وبإمكانكم أن تدققوا في الشريط ، فهو واضح جدا. يضاف إلى ذلك أن أي قذيفة لا يمكن أن تأتي من هذه الجهة، لأن "الهنغار" ، وكما نلاحظ ، تحيط به مبان ذات جدران عالية ، لا تبعد عنه أكثر مترين أو ثلاثة على أبعد تحديد.

ـ إن صوت الانفجار لا يمكن أن يكون ناجما حتى عن قذيفة مدفع هاون من عيار 80 مم ، وهو أصغر أنواع المدافع ، لاسيما وأن المكان مغلق ، ويفترض بأي انفجار أن يكون صوته مضاعفا في هذه الحالة (الأصوات تكون مضاعفة في الأماكن المغلقة بسبب انحصار الصوت وارتداد الصدى). والدليل على ذلك هو أننا لم نلحظ حتى ولو مقدارا بسيطا من الدخان أو الغبار ، كما لو أن الانفجار ناجم عن ألعاب نارية!

ـ لم نر أية شظايا لأية قذيفة بعد الانفجار. وقد تعودنا في مثل هذه الحالات على المتظاهرين وهم يسارعون إلى حمل بقايا القذيفة أمام الكاميرا للبرهان على "القصف"!

ما الذي حصل إذن ؟ وما هو مصدر الانفجار؟ وما هي قصة الجثث؟

هناك إجابة علمية واحدة فقط ، إلا إذا كان الأمر يتعلق بالجن والعفاريت! هذه الإجابة تقول إن الانفجار ناجم عن عبوة أو قنبلة ( موقوتة أو متحكم بها) كانت موجودة في الزاوية نفسها، وهي من حجم متوسط من الصعب ، إن لم يكن من المستحيل، أن تقتل ستة أشخاص دفعة واحدة إلا إذا كانوا متحلقين حولها وملتصقين بها تماما. وفي هذه الحالة إما أن الستة كانوا يعدون العبوة وانفجرت بين أيديهم ، أو أنهم كانوا مرغمين على التواجد قربها لسبب أو لآخر ( مثل حالة الاعتقال مثلا . وهنا علينا أن نلاحظ أن هناك حبلا يلتف حول الجثث! من أين أتى هذا الحبل؟ ومتى وضع!!؟).

"الحقيقة" ، وخلال الأيام الأربعة الماضية ، كانت بصدد جمع المعلومات المتعلقة بالجريمة ، وقد توصلت إلى ما يلي:

ـ إن " الهنغار" يخص مجمعا تجاريا لعائلة "مطر"( الأرجح أنه لشخص يدعى مروان موسى مطر أو لأحد أقربائه . مع الإشارة إلى الشخص المذكور متهم من قبل آل طلاس الموالين ، ومن قبل السلطة، أنه يموّل المتظاهرين و "الجيش الحر").

ـ إن الضحايا الستة من آل فرزات ، وقد جرت تصفيتهم من قبل مسلحي "كتيبة خالد بن الوليد" بسبب اتهامهم بـ"الولاء للسلطة" ، مع الإشارة إلى أن تصفيتهم حصلت قبيل الانفجار وقبيل حضور "المتظاهرين" بوقت قليل، ثم وضعوا بعد قتلهم في زاوية "الهنغار"، قبل أن يأتي مسلحو "الكتيبة" المذكورة بالمتظاهرين إلى المكان لافتعال تفجير أمامهم . ولو عدنا إلى الشريط سنلاحظ أن قسما كبيرا من المتظاهرين ، ورغم انشغالهم بالهتافات، كانت عيونهم مصوبة نحو الزاوية لمتابعة أمر ما يحصل فيها أو شيء يلفت الانتباه!

السؤال الأهم : لماذا يقوم المئات بالتظاهر في مكان مغلق ( هنغار) ، رغم أنه مستودع تجاري ، ورغم أن الطقس كان مشمسا في الرستن في ذلك اليوم كما نلاحظ من الظلال على جدران الأبنية عند مدخله!!؟ اسألوا خالد أبو صلاح وأمثاله ، فعندهم الخبر اليقين!