لو بقيتم تهاجمون السلام الروحي مئة سنة و لو بقيتم تحملون الأقليات مسؤولية عدم الانخراط في الانتفاضة ألف سنة و لو بقيتم تنكرون طائفية الانتفاضة مليون سنة لما اقنعتم و لا حتى أنفسكم بهذا الكلام. فالخلل و العيب و الطائفية معششة في كل تفاصيل الانتفاضة منذ ظهر المجلس الوطني بقيادة الاخوان و سلطة الطحالب الرجعية النفطية و الناتوية. و قرأنا هذا الكلام و سمعناه من الكثيرين خارج هذا النادي و من غير زميلنا السلام الروحي فهو ليس صاحب براءة اختراع طائفية الانتفاضة.
الشمس لا تغطى بغربال و كلنا يعرف ان تلك العيوب هي التي أفشلت المجلس و الانتفاضة في استقطاب الاقليات فهذه الاقليات ليست حمقاء لتضحي برقابها من أجل حكم استبداد طائفي اخونجي يلعن سنسفيل جدودها فليس هناك انسان يعمل بوعيه ضد مصلحته. دعكم من مهاجمة المنتقدين و اعملوا على سد الثغرات فذلكم اقرب لتقوى كل الدماء التي سفكت و حتى لا يتواصل النزف دون انجاز حقيقي واحد على الأرض حتى بعد مرور سنة على اندلاع الانتفاضة و من أجل حركة معارضة موحدة تمثل مصالح كل أطياف الشعب السوري و من أجل سوريا موحدة آمنة من مخاطر حرب أهلية و تقسيم.

الاخوان المسلمين هم من يفشل تدعيم و تقوية و وحدة و توسيع اطار المعارضة و صلابة الجبهة الداخلية و ما معاداتهم و استبعادهم لكل مساعي وحدة المعارضة الا بسبب طائفيتهم و رغبتهم الجامحة بالتفرد بحكم سوريا بمباركة ناتوية. يعادون هيئة التنسيق و غيرها حتى لا تظهر صبغة ديمقراطية و يسارية و علمانية على البرامج و الاهداف و التحالفات و على سوريا الغد التي يريدون سحبها من معسكر و رميها في آخر هو بيت الطاعة الأمريكي و مساعيه لتقسيم و تدمير دول المنطقة. و ما السخاء البترودولاري الا سمسرة على هذه الانتفاضة و سرقة لها و هكذا عهدنا دور الرجعيات تدق الخوازيق في كل تحركات الشعوب للتحرر من أنظمة مستبدة حولتها الى عبيد في حظائرها.

عادتنا ان نتعلق بمن يصفق لنا حتى لو كنا نغوص في الوحل لكن من ينتقدنا لأنه يريد ردم الثغرات و يريد لهذه الشعوب و دمائها أن تتحرر فنحن نفتح نيراننا عليه و نصنفه عدوا. لا مشكلة عندي و قلتها من قبل و سأظل اقول و أنتقد حتى لا يستمر سماسرة ملتحون في ذبح الشعب السوري و اطالة أمد معاناته من أجل انتصار برنامجهم الخاص و ليس من أجل سوريا كلها بطوائفها و أعراقها.

ذهبتم بعيدا في الدفاع بل الترقيع في مواقف و تحالفات المجلس الوطني فهناك من بات يدافع عن الديمقراطيات العريقة في المستعمرات الخليجية و هناك من يلمع تاريخ الاخوان المسلمين و كأنما الشمس تغطى بغرابيل تايوانية. و كأنما لا يكفي أن العلمانيين انحنوا و قدموا ظهورهم جسورا للطائفيين ليصعدوا عليها. لماذا يحدث كل هذا في سوريا؟ و لماذا لا يتخذ درس مصر و ليبيا و تونس عظة و عبرة؟ هل تطمحون لحكومة تعدد زوجات و الى تحويل أمثال المناضلات تهامة معروف و رغدة الحسن و فداء الحوراني و غيرهن الى جواري في سوريا الغد؟ أم تطمحون الى ذبح المسيحيين و تهجيرهم كما حصل في العراق؟ أم الى حرب اهلية و تقسيم كما في ليبيا و سائر النعم الجلابة للدعم الغربي و التي لا تحصى اذ يضع السلطة في ايدي من قال عنهم سمير أمين أنهم تاريخيا خونة لمصالح الطبقات الشعبية قاصدا الاخوان المسلمين.

و حتى لا يساء الفهم فأنا لست ضد أن يأتي الاخوان الى السلطة عبر صناديق اقتراع و لكن ضد احتكارهم للمعارضة و احتكارهم تمثيل الشعب السوري و التصرف بشأنه مع أن أكثر من نصفه لا يريدهم. حتى لا تكون المعارضة طائفية يجب أن تتوحد لتمثل الجميع و الا فستسمعون اكثر من مليون سلام روحي يقول بطائفية الثورة.

و أنا أتساءل لماذا لم يحاول المجلس الوطني ازالة الصبغة الطائفية التي تتضح في اسماء الكتائب و الجمع و التحالفات و ما الى ذلك فلا أجد جوابا الا أن هذا الأمر مدروس و مقصود به معاملة الأقليات معاملة دونية في سوريا المستقبل بحجة انها لم تشارك في الانتفاضة. الأمور اذن مرتبة لسوريا غير ديمقراطية منذ اليوم الأول لظهور المجلس الوطني. و ها هو زميلنا العلماني التوجه يحمل الاقليات مسؤولية عدم المشاركة و يريد منها الانتحار حتى تثبت وطنيتها و ثوريتها و لااستوكهولميتها!! هل نطالب الناس بالموت دون ان يكون لهم مصلحة فيه؟ يا للمنطق و الانصاف.

ثم ماذا يعني تجاهل الشعب السوري و قدراته الفكرية و النضالية حين يطالب المجلس الوطني من صباحية ربنا بالتدخل الاجنبي و كأنما هو يمثل شعبا معاقا غير كفء لتحرير نفسه؟ بل انه لم يعط هذا الشعب فرصة يمتحنه فيها و تجاوزه منذ البداية؟ أليس الهدف هو وضع المسألة السورية منذ مرحلتها الجنينية في ايدي الغرب و "شيلني و اشيلك"؟! أوصلني للسلطة و خذ من سوريا و المنطقة ما تريد!

أكثر من مرة طرح الزملاء تساؤلات عن عدم اتساع رقعة الانتفاضة لتشمل معظم سوريا و لم يجدوا اجابة من زملائنا الثوار السوريين لأنهم لا يريدون الافصاح عن طائفية هذه الثورة و ان قطاعا عريضا من الشعب السوري يدرك انها انتفاضة اخوانية أو صراعا على السلطة بين آل الأسد و الاخوان المسلمين و ليست انتفاضة سورية شاملة. أما القول بأنه من الطبيعي أن تكون كذلك فالسنة أغلبية في سوريا فهذا كلام رغم انه احصائيا سليم الا انه ثوريا ليس كذلك. فليس السنة وحدهم من عانوا ظلم النظام بل طال الظلم شتى أطياف الشعب السوري و أعراقه.

لا ابالغ لو قلت أن هذا المجلس خازوق دق في جسد انتفاضة هذا الشعب المعتر. و ها هي سنة تمر على شلال الدم السوري دون انجاز يذكر بل تحركات مكوكية محمومة بين العواصم و لقاءات متتالية و تصريحات بليغة و صور و شاشات و لا محيد عن هذا السبيل مهما بلغت التضحيات فالمهم الا يمر الا اجندة الاخوان المسلمين المدعومة خليجيا و ناتويا. أما سوريا الوطن الأكبر فراحت ضحية علمانيين ملتحين كان الواحد منهم بالأمس فولتير زمانه و اصبح اليوم سيد قطبه .. و سبحان مبهدل الأحوال.

زميلنا نضال
كم حالة فردية و شخصية لا تكفي لتمثيل الطوائف السورية. و لا يعتد بانشقاقات افراد في الجيش فما لم تنشق فرق و كتائب فان النظام بأتم الخير و العافية.

أما تسليح الانتفاضة فهو ما يريده النظام حتى يتسنى له الرد على سلاح خفيف بترسانة أسلحة و يحسمها و يرتاح ثلاثين سنة أخرى بعد أحداث الثمانينات. من السذاجة الاعتقاد ان كم منشق يجارون النظام في عنفه و تسليحه. رياض الاسعد يمني النفس بمنصب معتبر غدا بينما الاخوان متخوفون من حسم الصراع بانتصار عسكري يرديهم الى مرتبة ثانية. كل يغني على ليلاه و كل له معلمينه و هز سبونسرز و اللهم نفسي و على الشعب المنكوب دفع فواتير الدم و الدموع و الدمار.