ما هو الوطن الذي ثارت عليه الثورة يا نظام الملك؟

هل الوطن هو المساحة الجغرافية المعترف بها في الأمم المتحدة بأنها تخص متصرفية القاهرة؟ هل هذا هو الوطن؟

ثم بغض النظر عن ماهية الوطن يا نظام الملك، حين تعارض الإنسان والوطن، أي منهما يتقدم وأي يتأخر؟ أتوقع الجواب واضح، فمن الممكن أن أتصور إنسانا دون وطن، دون أيدولوجيا، دون دين، دون قومية، دون شيء... لكنه من المستحين أن نتصور وطنا أو أيدولوجيا أو دين أو قومية دون إنسان.

ما هو الإنسان في الثورة المصرية؟ ما هو قبلها وما هو بعدها؟ أين نريد من الإنسان أن يكون ليصير إنسانا؟ هل يكفي أن يكون الإنسان بشرا ليكون إنسانا، أم أن هناك ما هو أسمى وأعلى من مجرد البشرية؟

هل يكون الإنسان إنسانا إن كان سليب الإرادة مكبل القوى ذليل الكرامة مهانا في مكان سكنه الطبيعي؟
ماذا صنعت الثورة لهذا الإنسان؟


أنا برأيي أن الثورة المصرية قد توقفت في الصفحة الأولى، ولسبب ما لا يريد أحد أن يقلب الصفحة خوفا مما هو آت، وحفاظا على "مصر" الدولة، أو "مصر" المتدينة، لكنني للآن لم أسمع بالمحافظة على "مصر" الإنسان.

مصر الإنسان هو قبل مصر الوطن المحدود بقرارات الأمم المتحدة والقانون الدولي، وهو قبل الدولة المصرية التي ابتدأت بانقلاب يوليو 1953، وقبل الأشكال الأخرى من السلطة التي سبقت هذا الشكل، وهو قبل المجلس العسكري يللي لولاه لما أكل المصريون ولما شربوا، ولأكل بعضهم بعضا ظلما وعدوانا وبغيا في الأرض ومكر السيء.