استيقظ رجل من النوم فنظر الى خصوته اليمين،فوجدها "زرقاء"،فسارع بالذهاب الى الطبيب،فقام الطبيب بالنظر الى خصوة الرجل،فاصابه الهلع وأخبر الرجل انه بحاجة الى "عملية بتر خصوة" لأن خصوته مصابة بالغرغرينة..وفعلا قاموا بقطع الخصوة.
عاد الرجل الى بيته وبعد شهر،استيقظ من نومه،فوجد خصوته اليمين زرقاء..فذهب الى الطبيب نفسه،فقال له الطبيب :"الغرغرينة انتقلت الى خصوتك اليسار ويجب ان نقطعها"...فقاموا بقطعها...عاد الرجل الى بيته بدون خصيتين....وبعد شهر..استيقظ من النوم فوجد عضوه أزرقا...فذهب الى نفس الطبيب...فاخبره ان الغرغرينا انتقلت الى عضوه الذكري ويجب قطعه..وفعلا تم قطع ذكره...وبعد شهر عادت الزرقة الى نفس المكان..وعندها توجه المريض الى طبيب اخر ليكتشف الطبيب الجديد ان الرجل كان يلبس عند نومه كلسون أزرق وكانت ألوانه تحل لرداءة صناعته!
وسر نجاح الطبيب...أي طبيب....يتمثل في القدرة التشخيصية..لذلك اخترعوا السونار والمختبرات...وكانوا في المدارس والجامعات يعلموننا أن "فهم السؤال" هو "حل نصف الاجابة".
أي نظرة الى الوضع السوري بمعزل عن النظرة الى حقيقة هذا الوضع،يكون صاحبها تنقصه معلومات أو على درجة من الخطأ...(ان لم نقل طائفي او مصالحي او تابع للنظام)...الصدام في سوريا اليوم هو صِدام مع المواطن السوري نفسه،لا مع المعارضة ولا مع الخارج،وما هؤلاء (المعارضة والخارج) الا "عناصر" تدخل في طبخة مثل البهارات..لكن المادة الرئيسية هي المواطن السوري.
اي حل ينطلق دون هذه النظرة ولا يضع المواطن السوري باعتباره ولا يضع في حسبانه ان مادة التظاهر وصانع الحدث هو المواطن السوري بالدرجة الاولى،فهو حل "وقتي" و"ترقيعي" يهدف الى تدمير سوريا على المستوى البعيد،فحتى لو تم وأد هذه الثورة،فهناك ثورة قادمة أعنف وأقوى وأكثر دموية.
لكن طالما ان البعض "ماسك" بحكاية (معارضة vs حكومة) او "ماسك" بحكاية (نظام vs قوى خارجية) دون ان يضع بحسبانه ان المواطن السوري هو الخصم في هذه المعمعمة فهو بالتأكيد مخطأ أو يريد تجيير المسالة السورية لغاية في نفس عبدالتواب.
والدليل على صحة كلامي انه ما من احد ينكر ان الثورة السورية انطلقت على يد عاطف نجيب مدير امن درعا،وفاقمها الحل الأمني،ورفعت الثورة شعارا أمام النظام هو :"غباؤك ينصرنا"...فبشار الأسد أقوى حليف للثورة السورية بصلفه وبتكبره وعنجهيته.
أما عن نجاح الحل الأمني،وهو قول يندرج تحت "النظرة الشاقولية" للوضع في سوريا،فلا أعرف أي نجاح هذا وادلب كلها خرجت عن سيطرة النظام وكل ما يملكه النظام الان هو "اقتحام" المدينة بالدبابات بين الفينة والاخري؟وما أن يخرج حتى تعود المظاهرات!...ولا أدري عن اي سيطرة للنظام في حمص ..رعم انه قصف وقتل في بابا عمرو معتقدا انه يحل مأزقه،ليواجه في اليوم التالي الجيش الحر في باب السباع بنفس السيارات والادوات التي كان يواجهها في بابا عمرو!...والمواطنين يرقصون في الشوارع ويقولون "الله محيي الجيش الحر":

واي نجاح للحل الامني او للنظام في مواجهة "الثورة"،والليرة السورية التي يغذي بها النظام الاسلحة التي يشتريها والشبيحة والمرتزقة الذين يقتلون المواطنين قد فقدت خلال اليومين الماضيين 100% من قيمتها أمام الدولار!!!...وننتظر البنك المركزي غدا ليفتتح التداولات وضخ العملة يوم الاحد،وهذا يعني ان النظام يواجه أزمة اخطر وأعمق مما تظهر عليه....حتى لو قامت روسيا بضخ الاموال وايران التي تواجه ازمة اقتصادية ايضا بضخ الاموال...لكن الى متى سيبقون يضخون؟!