أترك النظرة الواحدية ياسيستاني...فما تراه عينيك هو الرأي الآخر"السياسي" بعينه..فالجميع له حق الإختلاف بالرأي..الأهم أن يكون لديك المبررات وأن تكون مستعد للنقاش حول المبررات..فإن لم تقتنع فليس علي الإنسان سبيل علي غيره إلا النصيحة...لو تعاملنا مع بعضنا البعض بهذه المرجعية..ماحدّش هايتعب..

صدقني لو علمت ما في قلبي تجاه الرأي الآخر واستعدادي له لتوقفت وندمت علي كثير من أفعالك التهكمية والشتائمية!!...ولكن في المقابل لا أردها عليك وذلك لعملي بقاعدة ربانية تعلمتها في الصف الإخواني اختصارها.."عامل الناس كما تحب أن يعاملك الله"..فبرغم أذيتك للعبد لله إلا أنني أجبرت نفسي علي ألّا أكرهك..ولو كرهتك لتعقبتك وأفسدت عليك وغيرك موضوعاتك...كما لك كي بورد لنا أيضا كي بورد..وانا مش ناقص إيد والّا رجل كي أرد عليك الشتائم والحماقات..

موضوعات ثورة سوريا خِلافية وعليه فالإحترام والموضوعية هي معيار التفاضل في تلك الحالة..ولو كان أي خلاف سياسي يُحلّ بالشتائم والحرب لما عاش الإنسان علي كوكب الأرض وفني من علي ظهرها منذ آلاف السنين...هكذا أعتقد..فالخِلاف السياسي لابد له من حوار جامع ومانع..يعتز بالأصول ويستمد المنهجية الإنسانية والإفتراضيات البشرية الأخلاقية..ويعزز من السلام..والإصلاح..لاحظ تقديم السلام علي الإصلاح..فلا إصلاح في ظل الحرب..

الحروب في العادة تأتي من الكذب والخداع الإعلامي الذي يُنشئ من الاستقطابات التي تُأصل لخِلاف الهويات...وهذا حدث في سوريا..هناك الآن من يعتقد بأن هوية المعارض السوري ليست كهوية الموالي السوري..وظهرت علي هيئة اصطلاحات إعلامية ك.."احتلال أسدي-ونحن وهم-والسنة -والعلويين-والنصيريين-والرافضة-والمجوس-والعرعورين-والوهابية-والسلفية-والإخوان الشياطين"..كل هذه مفردات موجودة وهي دلالة عظيمة علي خِلاف معتقد في الجبهة السورية بتنازع عظيم علي الهوية...وهذا تأصيل علني لحرب أهلية طويلة الامد..

حتي لو انتصر النظام حتي لو انتصرت المعارضة ستبقي هي الدافع الأكبر للطرف الخاسر عبر الإنتقام..في وضع كهذا لا تأتي وتقول تسليح معارضة..لأن مفهوم التسليح في حد ذاته مفهوم اعتباري وليس معياري يُقاس عليه انتصار أو هزيمة..أنت تعتبر أن التسليح سيجلب لك النصر وفي المقابل يعتقد الطرف الآخر أن التسليح هو تطويل من أمد الأزمة وأنه ليس لديه إلا طريق واحد وهو المواجهة والإنتصار..أين الطريق الأمثل للخروج من هذه الإِشكالية..لا يوجد طريق إلا عبر الحوار ..ولو عدت لمشاركاتنا منذ البداية لوقفت علي أن منهاجنا الحوار وهو المعيار لدينا..ومن يرفض معياري للحل هو المتسبب الأصلي في تعقيد الوضع الداخلي والخارجي..

أما لو كنت منصفا فهناك علي الطرف الآخر بما فيهم أنت..لا تتوانون عن اتهام الطرف الآخر بالعمالة والمأجورية والمنحبكجية والزحفطون وتلك المفاهيم التي لم أسمع عنها طوال حياتي..أنا ماعرفتش يعني إيه زحفطون حتي الآن ولا منحبكجي..أما كلمة شبيح فلم أفهم معناها إلا منذ عدة أشهر..يعني أنت تتعامل مع حالة سياسية تستوجب الخلاف..ولا يصح في هذه الحالة أن تأخذ دور الموجه كي يسير الجميع علي معتقدك وطريقتك وإلا حينها ستشقط من نظر العقلاء والمثقفين..فالمثقف عدو لدود للتوجيه..أتركه واختياره..ناقشه في مبرراته..ولو استطعت الصمود والإقناع سيعترف لك علي الفور..لأنه مثقف وليس عصبيا زحفطونيا منحبكجيا وتلك المفاهيم الشاذة التي لا يطلقها إلا معمم منبوذ..

تحياتي وأشكرك