{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 2 صوت - 3 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
مصر والثورة
خالد غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 7,660
الانضمام: Apr 2004
مشاركة: #23
RE: مصر والثورة
عزيزي جعفر علي، والحكي للجميع،

ابتداء، فالإنسان نفسه ليس له تلكم القيمة في الرأي العام المسيطر على مجتمعاتنا المعاصرة، أعني بالمعاصرة تلكم الفترة الزمنية الممتدة منذ 1918 حتى اليوم، ولا يعني كلامي أن ما سبقها كان جيدا أو سيئا.

الإنسان ينظر له فيما أرى، من قبل من يريد النهضة ويسعى إليها، بغض النظر عن اختلاف مشروعه، يستوي في هذا الإسلاميون رهطي وغيرهم دون استثناء، الإنسان ينظر إليه كبيدق على رقعة عليه أن يقوم بمشروع غيره بأمانة وإلا فهو على المكبّ. وهذا يرجع إلى النظرة القبلية الموروثة منذ قديم الزمان، ويرجع إلى طقوس الرقص حول الطواطم وتكسير طواطم الخصوم. ولا يرجع إلى الرغبة أن نعالج المشاكل الموجودة بالأدوات المتاحة، حتى لو وجدت الرغبة فهي محيدة.

نيجي للفقرة الأخرى، وهي فقرة الأوطان،

اكتشفت أنني كنت قد أشبعت الموضوع نقاشا وحوارا في منتدى آخر، ونسيت كل شيء في غمرة عجالة المنعطف التي نمر بها في المنطقة، وهي العلاقة بين الإنسان والوطن، وتحرير المفاهيم والمصطلحات، حتى لا يكون العرس بمزيرعة وأهل دبوري عم ترقص. يعني حتى لا يكون خلافنا على مصطلحات كل من يفهمها وفق طوطمه الخاص. عامة موجود شريط يتعلق بالوطن جملة وتفصيلا في الساحة الحرة، بعنوان العالمانية الطائفية، العنوان موضوع على طريقة بسام الخوري دام ظله الوارف لجذب القراء.

نيجي لموضوع مصر،

الإنسان هو أساس النهضة الممكنة في مصر، والتي هي غير موجودة لا قبل الثورة ولا بعدها، حتى اللحظة هذه التي أخاطبكم بها، بل وأجرؤ أن أقول أنه لا يوجد حتى مشاريع نهضوية مقدمة للمجتمع هناك ليعمل عليها ليخرج مما هو فيه. ما هو موجود هناك هو خليط سمك لبن تمر هندي بشكل أساسي، من قبيل مسعدة وبيتك على الشطّ، وين ما ملتي بتغرفي، ويللي بتكسب بيه العب بيه.

الإنسان حتى يتحقق له النهضة، فلا بد من وجود منظومة فكرية معينة واضحة ومحددة، تعتبر مرجعا قيميا وتفكيريا ينطلق منها الإنسان ليعالج المشاكل المتجددة بما لا يخرج عن هذه المنظومة، لا يشترط أنه يقتنع بها أو لا يقتنع فلسنا بمعرض محاسبة الضمائر، بل يشترط أنه يتكئ عليها كإنسان فرد، وكإنسان مجتمع، وكدولة، حين يعالج المشاكل المتجددة ويمارس حياته الطبيعية.

حين يحصل هذا التوافق، فإن الجهد العام للمجتمع، ومن بعد للدولة كشخص اعتباري مبني على هذا المجتمع، وللأفراد كأشخاص يعيشون تحت مظلة المجتمع، سيصير جهدا منتجا، مثل جهود بستونات السيارة، أو مثل جهود موجات الضوء متحدة المرجعية أو ما يسمى بالليزر.

هذه الفكرة المرجعية قد تكون إسلامية، قد تكون عالمانية، قد تكون موزنبيقية، لسنا في وارد تحديدها اليوم، لكن غيابها من المجتمع يجعل المجتمع يسير بطاقات متضادة يلغي بعضها بعضا، سنبقى نشاهد مجتمعا ما، لكنه مجتمع دون لون أو طعم أو رائحة، لا قيمة له، ولا أثر له في السلطة القائمة عليه، بل لعله سيكون عدوا لها.

إن أردنا أن نشاهد المجتمعات المعاصرة التي تحققت فيها نهضة، سواء بقيت أم زالت، فكما أسلفت لا يهمني اللحظة هذه تحديد النهضة الصحيحة من الخاطئة، ذلك ترف لا وقت له اليوم، إن أردنا أن ندرس هذه المجتمعات، فسنجد دوما هذه الفكرة المرجعية مسيطرة على المجتمع وتحكم الدولة بالقوة، ولا تستطيع الدولة أن تقوم بشيء يعارضها إلا بفرط الدولة وتأسيس غيرها.

نيجي لمصر،

مصر مبتلاة بمصائب متعددة، ومن ضمن ما ابتليت به مصر هو الحكم العسكرتاري الدكتاتوري، وهو مرض وإن كانت سوريا قد سبقتها له بسنين قلائل، إلا أنه في مصر قد أخذ دور العراقة، وصار معديا ولا زال.
ذلك أن شهوة الحكم والسلطة أصيلة في الإنسان وعسير أن يتحرر منها، وقد يبرر الإنسان لنفسه خضوعه لهذه الشهوة بمائة حجة وحجة ذات نية حسنة. فكان أن قفز العسكر على السلطة، واستمرؤوا طعمها اللذيذ، وخاضوا بها ما خاضوه مثنى وثلاث، وكان عسيرا عليهم أن يتركوا الثدي إذ أريدوا على الفطام، فصنعوا حيلة تنحي الرئيس وبقاء النظام.

بغض النظر عن موقفنا من الربيع العربي، إلا أن ما حدث في مصر في ليلة وصبيحة الحادي عشر من شباط/فبراير من السنة الفائتة كان كبيرا، كبيرا جدا، ومؤذن بإزالة العسكر من السلطة وإدخال غيرهم فيها، فكان أن أزيل مبارك وقفز العسكر إلى واجهة الثورة ليتبناها، ثم ليصير ناطقا باسمها، ثم ليزعم أنه قد حقق لها أهدافها، وخلص المولد وانفض السامر.

ثم لوحظ أن مزاج الرأي العام في مصر إسلاميّ، فبدل من محاربة هذا المزاج، مثل صنيع ديناصورات مبارك، تم تبني هذا المزاج والدخول معه في تزاوج ما، يؤتى من خلاله بإسلاميين لا علاقة لهم بالسياسة، ولم يمارسوها بشكل سياسي يوما، من مثل الإخوان المسلمين كجماعة والسلفيين، ويتم تحويلهم لكراكوزات في مجلس النواب، يتم التسلي عليهم، وتيئيس المجتمع من بديل لأن المجتمع مؤخرا قد رضي بالإسلام السياسي بديلا.

ما أراه هو إعادة إنتاج للنظام القديم بثوب جديد، يلبس فيه الجلابية ويعض على السواك ويطيل اللحية ويؤذن في البرلمان. ويبقى الحال على ما هو عليه، وعلى المتضرر اللجوء إلى القضاء.

حتى توجد النهضة في مصر، وغيرها إن شئنا، فعلى مريدي النهضة التوقف عن لطم الخدود وشق الجيوب ودعاء الجاهلية، ثم أن يجتمع أصحاب كل فكرة أساسية معا، فيضعون أسسا معينة ذات برامج واضحة ومحددة، يسهل حملها لعامة الناس وحمل عامة الناس عليها طوعا لا كرها. وهذا الكلام يشمل العالمانيين والإسلاميين، بل ومن أراد بعث الموات في الشيوعية. وهو أمر أراه ينفع كافة مريدي النهضة لأن الشيء يحسن بضده، بل ويعرف بضده.

حين نريد هذا، فعلى العمل للنهضة أن يكون محليا، لكنه مرتكز على الإنسان من حيث هو إنسان، يعنى بحل مشاكله وفق آلية واضحة يفهمها الجميع. ولا يرتكز على المصري أو الغير مصري. يجب أن يكون الخطاب محليا حتى ينتج، موجه للإنسان حتى ينجح.

هذا الذي أذكره أعلاه قد يؤدي إلى التغيير الفكري، وقد لا يؤدي، لكنه خير من القعود والتسليم بنجاح الغير، على أن التغيير الفكري بطيء النتيجة، يحتاج صبر الجمال، دائم الأثر يستمر لأجيال. من يريد السير فيه فعليه أن لا يتوقع أي نتيجة مفيدة حتى عقد من الزمان على الأقل، هذا مع فرض أنه لا يحارب من قبل من يريد أن يكون طاغية، أو من قبل من يريد بقاء الانحطاط ضاربا بأطنابه.

حتى يكون الخطاب ذو أثر على الناس، فعليه أن يعنى بمشاكلهم الحياتية اليومية، وتقديم الحلول المبتكرة لها التي يمكن ممارستها ولو مع تحدي السلطة القائمة تحديا لاعنفيا. فالناس لن تهتم إن واحد عالماني وواحد إسلامي مسكوا بتياب بعض للصبح وهم يتعاركوا ليهزم أحدهما صاحبه بالنقاط أو بالضربة القاضية، قد تقعد الناس لتشاهدهم وتتسلى وتقزقز لبّ، ثم ينصرف الجميع لبيته مشغولا بمشاكله.

الشيء الوحيد المفيد الذي برز في حركة الثورة في مصر، على أنها لم تنجح، ولم تغيّر شيئا كثيرا، هو ظهور العامل المجتمعي في الحسابات السياسية، فصار المجتمع قوة يحسب حسابها، وصار من سيأتي على سدة الرئاسة في مصر عليه أن يحسب حساب الرأي العام ويوطئ له جناح الذل وإلا لقي ما لقي مبارك. وهذه فسحة من الوقت لن تطول، فعلى دعاة النهضة أن يغتنموها قبل أن تنتهي جمعة المشمش، وترجع ريمة لعادتها القديمة.. ويرجع زجّ المفكرين ودعاة التغيير في السجون بغض النظر عن انتماءاتهم، بحجة أو بغير حجة.


أمامكم فرصة يا أهل مصر، فاغتنموها..
03-11-2012, 10:23 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
مصر والثورة - بواسطة خالد - 03-05-2012, 10:18 PM,
RE: مصر والثورة - بواسطة خالد - 03-07-2012, 03:53 PM,
الرد على: مصر والثورة - بواسطة نظام الملك - 03-07-2012, 07:04 PM,
RE: الرد على: مصر والثورة - بواسطة fancyhoney - 03-07-2012, 07:53 PM,
RE: الرد على: مصر والثورة - بواسطة نظام الملك - 03-07-2012, 07:56 PM,
RE: الرد على: مصر والثورة - بواسطة fancyhoney - 03-07-2012, 08:55 PM,
RE: مصر والثورة - بواسطة fancyhoney - 03-07-2012, 09:00 PM,
RE: مصر والثورة - بواسطة نظام الملك - 03-08-2012, 02:20 PM,
RE: مصر والثورة - بواسطة بهجت - 03-09-2012, 11:31 AM,
RE: مصر والثورة - بواسطة نظام الملك - 03-09-2012, 11:32 PM,
RE: مصر والثورة - بواسطة بهجت - 03-10-2012, 02:15 AM,
RE: مصر والثورة - بواسطة fancyhoney - 03-11-2012, 01:48 PM,
RE: مصر والثورة - بواسطة Sniper + - 03-08-2012, 03:11 PM,
RE: مصر والثورة - بواسطة خالد - 03-09-2012, 10:50 AM,
RE: مصر والثورة - بواسطة نظام الملك - 03-09-2012, 05:15 AM,
RE: مصر والثورة - بواسطة fancyhoney - 03-11-2012, 02:16 PM,
الرد على: مصر والثورة - بواسطة نظام الملك - 03-09-2012, 05:19 AM,
الرد على: مصر والثورة - بواسطة خالد - 03-09-2012, 04:20 PM,
الرد على: مصر والثورة - بواسطة خالد - 03-09-2012, 04:20 PM,
الرد على: مصر والثورة - بواسطة بهجت - 03-11-2012, 02:52 PM,
الرد على: مصر والثورة - بواسطة بهجت - 03-11-2012, 03:02 PM,
الرد على: مصر والثورة - بواسطة jafar_ali60 - 03-11-2012, 03:48 PM,
RE: مصر والثورة - بواسطة خالد - 03-11-2012, 10:23 PM
الرد على: مصر والثورة - بواسطة نظام الملك - 03-12-2012, 04:25 AM,
الرد على: مصر والثورة - بواسطة fancyhoney - 03-12-2012, 10:35 AM,

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  خطر العواينيّة والمخبرين على المجتمع والثورة أبو علي المنصوري 1 578 01-01-2013, 05:05 AM
آخر رد: الوطن العربي
  اليسار، الإمبريالية والثورة السورية ((الراعي)) 5 1,545 09-25-2012, 04:13 AM
آخر رد: ((الراعي))
  الطائفيه والثورة السورية ابن سوريا 0 587 04-06-2012, 11:41 PM
آخر رد: ابن سوريا
  عن الديموقراطية والثورة والإخوان AhmedTarek 36 6,223 01-30-2012, 02:17 PM
آخر رد: thunder75
  الفنانون والثورة السورية : "يا حيف" أبو إبراهيم 47 21,550 11-28-2011, 02:53 AM
آخر رد: ابن سوريا

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS