الزملاء الاعزاء

لم ارغب وربما البعض فعل هذا فى التدخل فى المشادة لسبب واحد هو إيمانى بقدرة السيد بهجت ولا اشك فى قدرة الزميل سيستانى والزميلة هالة على تجاوز تلك المناقشة الحادة فهى كما يقال زوبعة فى فنجان لأننا أشخاص إلكترونيين وشخصيات دخلت من اجل الفكر وليس من اجل اثبات الذات ... فلا توجد شخصية إلكترونية لها ذات كتلك الذات التى تحقق على الواقع انجازا.

ولكن تلك المناقشة استعدت لذهنى حكاية سمعتها فى منتصف الثمانيات من القرن الماضى حينما جلست مع أحد تجار العطر بحى الحسين بالقاهرة وكان رجلا تجاوز الثمانين من عمره ولكنه كان نشطا واعيا بما لا يوحى بعمره الحقيقى... وكان له الرحمة إن مات وأظنه مات من أبناء دولة اليمن واستقر فى مصر منذ فترة الحرب العالمية الثانية وصار من أهلها.

كنا نتحدث عن حرب اليمن وان مصر تدخلت لأن الأمام احمد بن يحى حميد الدين كان شديد التخلف وجعل اليمن بلد جاهل يتفشى فيه المرض والجهل والفقر وأن عبد الناصر كان يريد تقدم العرب وهدم النظم الملكية الفاسدة.

عندها قال الرجل حكاية هى .... ان الامام مرت سفينته بقناة السويس وذهب عبد الناصر وكان حديث عهد بالرئاسة وشاب صغير ومعه بعض رجال الدولة لتحية الامام احمد.

ولأن الأمام احمد كان يعانى من مرض فى مفاصل ركبتيه فلم يستطع النهوض لتحيتهم وخاصة ان اعلاهم جمال عبد الناصر الذى رغم انه رئيس دولة ولكنه كان ضابط ذو رتبة متوسطة...

فسلم عليهم الأمام وهو جالسا حتى جاء شيخ الأزهر يسلم عليه .. فتساند الامام على مساعديه ولما نصحوه بأن لا ينهض واقفا لمرضه قال لهم ..... إنما نقف للعلم

وقد أضمرها جمال عبد الناصر فى نفسه للأمام...

طبعا لست بصدد مناقشة صحة الرواية ام لا لأنها بها سذاجة قد تكون حقيقية وقد لا تكون ولكن ما يلفت نظرى فى القصة هى قيمة اخلاقية اسمها .... إنما نقف للعلم

هذه هى قيمة السيد بهجت بالنسبة لى كما هو بالنسبة لكثير من الزملاء ... هو الأكثر علما وهو الأكثر قراءة وهو الأكثر إسهاما فى المنتدى وعلمنا عن أمور لم نعرفها إلا منه.

إنما نقف للعلم ..... قيمة تراجعت فى أمتنا العربية كثيرا وصرنا لا نجهد أنفسنا فى أن نلفت نظر أهل العلم لطفا وأدباً لو قالوا ما لا يرضينا أحتراما لعلمهم .. رغم أننا قد نتهذب مع أهل السفاهة حتى لا تصيبنا سفاهاتهم

قيمة الكبير تراجعت لدى الشعوب العربية وصارت بدلا منها قيم أخرى تفرض نفسها على واقع الحياة العربية ومن أسوئها ( الأسلط لسانا - والأشد بطشا).

فعظيم التحية للسيد بهجت

وعظيم التحية لكل الزملاء فى المنتدى