أنا حقيقة لا أجرؤ أن أنظر إلى هذه المآسي بحق الأطفال، حقيقة لا أستطيع، وإن قمت بذلك مدة يومين فسأكتب من العصفورية بعد ذلك.

مجرد سماعي بالخبر ولو متأخرا خلال النهار قد هزني إلى العمق، مجرد السماع صنع بي هذا.

أذكر قوله تعالى في سورة التكوير

(وإذا الموؤودة سئلت* بأي ذنب قتلت*)

سؤال الموؤودة، وهي الطفلة المقتولة دون ذنب، عن الذنب الذي اقترفته حتى تقتل، هو تقريع للقاتل، أنه حتى لا يستحق السؤال عن دوافعه وأسبابه والأنطولوجي القائمة خلف مربع الزاوية والتي أدت به إلى قتل الطفلة، أو أي طفل. بدلا عنه تقف الموؤودة لتسأل عن ذنبها والله يعلم أن لا ذنب لها عند الله وعند الناس. يسألها ليزيد في خزي القاتل، وفي التنبيه على جريمته.

إن كان القتل للكبير الواعي ظلما وعدوانا من أكبر الكبائر، فقتل الصغير البريء عمدا دون ذنب هو الكفر ذاته لا ريب، ولا أعرف شيئا يجمعني مع قاتل أطفال ذبحا قصدا، لا إنسانية ولا خلق ولا دين ولا حتى انتماء للنوع البيولوجي الواحد Homo sapiens. لا شيء يجمعنا، ويجب أن يخرج مثل هؤلاء من الكرة الأرضية بأسرها.