تستطيع الأقليات في أي مجتمع أن تكون خميرة للتغيير والإستنارة، وتستطيع أيضا أن تكون خميرة إفساد.

هذه طبيعة بشرية على ما يبدو.

إن شعرت الأقليات بالإنتماء للمجموع دون تفريعات، وشعرت بالمسؤولية التي يحملها صاحب الإنتمائين، أن يكون جسرا بينهما للربط، فإن الأقلية ستتحول من أقلية إلى رابط بين أمتين

أما إن شعرت الأقلية بالهولوكوستية، وشعرت أن الوقت أمامها قصير فعليها أن تعبّ ما أمكنها من الملذات، وتبطش بمن يقع تحت يدها من الآخرين، حينها ستكون دمارا على نفسها، دمارا على غيرها، وأول من يكتوى بنارها هم ضعفاؤها أنفسهم.

الجمر حار يلسع اللحم، فبالحري أن يحرق الخشب الأخضر الذي من جنسه.