واشنطن في 14/03/2012

تتقدّم منظمّة سوريون مسيحيون من أجل الديمقراطية بأحرّ التعازي من عائلات ضحايا مجزرة كرم الزيتون و عموم أهالي حمص وتسأل الله أن يمنحهم الصبر ويتقبّل أرواح الشهداء الأبرار قرباناً على مذبح خلاص الوطن.ء

في هذا الزمن العصيب تختلط مشاهد الدماء بالنفاق والنار بالأمل في غدٍ أفضل وسورية جديدة تحتضن جميع ابنائها على مختلف انتمائاتهم ومشاربهم في دولة ديمقراطية تعددية مدنية. و في الوقت الذي إنقطعت فيه أنفاس السوريين الشرفاء بعد مشاهدة صور أطفال حمص الأبرياء المقطعة أوصالهم كان بعض شبيحة النظام من الأبواق المسيحية المأجورة يطلّون على شاشات التلفزة وصفحات جرائد النظام لإعطاء صك براءة للقتلة و إظهار موقف المسيحيين السوريين من الثورة و الثوّار على غير ما هو عليه.ش

إنما ما أصاب فينا مقتلاً ونحن من علّمتنا الكنيسة على قول الحقيقة مهما كانت صعبة كان قرأتنا بتاريخ 8 آذار في خدمة الأنباء الكاثوليكية نقلاً عن مصدر فاتيكاني مشرقي خبراً مفاده أنّ ثوّار حيّ الحميدية في حمص منعوا عائلات مسيحية من مغادرة الحيّ وإستعملوهم كدروعٍ بشريةٍ لوقف تقدّم قوّات النظام.س

إنّ هذا الخبر عار عن الصحّة جملةً وتفصيلاً. لا بل أن هذا الخبر يحوّر الوقائع ويعكس الأدوار بشكلٍ فاضح خدمةً لنظام الأسد و تلميعاً لصورته أمام الرأي العامّ المسيحي الأوروبي و الأمريكي.ء

إنّ منظمتنا تقوم بالاستقصاء يومياً عن أوضاع مسيحيي حمص وقد أكّد لنا أكثر من كاهن وناشط في المدينة بأنّ جنود الجيش السوري الحر لم يعمدوا يوماً إلى التلطّي وراء دروعٍ بشريةٍ لمعرفتهم سلفاً بأنّ جميع المدنيين العُزّل في سورية لا يكفوا لإسكات دبابات الأسد التي لا توفّر أحداً من لهيب مدافعها.ء

أمّا الإدعاء بأنّ كتائب الأسد تتحلّى بالإنسانية اللازمة لتوقف تقدّمها أمام دروع بشريّة مسيحيّة فهو خطيئة لا تُغتفر وخاصّةً إذا أتت هذه المعلومات المغلوطة على لسان أحد رجال الكنيسة ممن نذروا حياتهم لنصرة المظلومين لا خدمة الظالم.ء

وللحقيقة وللتاريخ، فقد أكدّت لنا مصادرنا، بالأسماء والتواريخ، بأنّ قوّات الشبيحة قد قامت بتهجير ممنهج للمسيحيين من مدينة حمص بكافة أحيائها. و قد قام الشبيحة مؤخراً قرب حي الحميدية بالهجوم على عددٍ من العائلات المسيحيّة في شارع المطرانية الكاثوليكية و طردتهم من منازلهم و صادرت أبنيتهم.ء

وقد علمت منظمتنا بأن الهدف من مصادرة منازل المسيحيين في حمص هو تنفيذ لخطة محكمة تؤدي إلى تقسيم المدينة طائفياً وضرب مكونات المجتمع الحمصي بعضها ببعض. فتقوم قوات الشبيحة بنقل أهلنا المنكوبين من باب عمرو وباب السباع وغيرها من المناطق المدمرة إلى منازل المسيحيين المصادرة لخلق حالة عداء بين أهالي حمص و كسر مشهد التلاحم والتكاتف البطولي بين أبناء المدينة الأحرار على مختلف طوائفهم.ء

حقاًّ إنّ نظام الأسد لا ينفكّ يدهش العالم بقدرته على إرتكاب أبشع الجرائم و خلق مآسي متعددة من المأساة الواحدة. لذلك فإننا ندعو جميع مسيحيي حمص لإفشال مخطط الأسد بالتضحية بهم و عدم مغادرة منازلهم والتشبّث بأرضهم ومقاومة أيّة محاولة لإلغائهم. كما وأننا ندعوهم إلى التحلي بالشجاعة و الحكمةو التنسيق الدائم مع جيرانهم في المدينة لقطع الطريق على الفتنة
الإسلامية-المسيحية والإسلامية - الإسلامية.ء

وإيماناً منا بضرورة أن يتحمّل كلّ سوري حرّ جزءًا من المسؤولية في معركة الحريّة، فإنّنا نعد أهلنا الصامدين في حمص بأنّنا لن نأل جهداً لتوفير ما أمكن من مساعدات عينية ومادية لدعم بقائهم وإننا جاهزين لتلبية كل طلباتهم الطارئة فورعلمنا بها.ء

وأخيراً إننا نطالب جميع وكالات الأنباء ووسائل الإعلام والإعلان بتوخي الحذر الشديد قبل نقل أخبار مغلوطة عن المسيحيين في سورية لأن تلك المعلومات تؤذي الوجود المسيحي التاريخي في المنطقة و تدمرّ علاقة المسيحيين بمحيطهم الواسع و إخوانهم في الوطن.ء