(03-14-2012, 04:40 PM)هاله كتب:  

اقتباس:فتغيير السلطة لا قيمة له، في حدّ ذاته. قيمته هي في المعنى الذي نعطيه لهذا التغيّير. وحول هذا المعنى، لم يصدر عن المعارضة على حدّ علمي، إلا أقوال تعميمية لا يُعتَدّ بها، ولا ترقى، خصوصاً في كلّ ما قيل عن الاقتصاد ووضع المرأة ودور الثقافة، إلى أن تُسمّى خطاباً أو تحليلاً ثوريّاً. المعارضة، من هذه الناحية الثقافية، ضحلة جداً. إنها الوجه الآخر لثقافة النظام القائم.

اذن ما دام كلاهما (النظام و المعارضة) يقطع الطريق على تطور طبيعي للمجتمع كما تقول فهل نترك الناس تعاني المصائب و تموت لتعود بعدها الى نقطة الصفر؟ تضحيات مجانية يعني؟
و هل هناك نظام حقا يقطع طريق تطور "طبيعي"؟
الاتحاد السوفياتي بكل جبروته لم يستطع اعتراض طبيعة و لا استطاع ناصر و لا غيرهم. كما أننا نقف هنا أمام سؤال: ما هو التطور الطبيعي و ما هو الصناعي أو المفتعل أو النقيض أو سمه ما شئت؟ و على ماذا أو من نقيس؟

ابتليت سوريا بنظام كان يمارس الاستبداد والشعب خاضع خانع ولما انكسر حاجز الخوف وهب محتجا متظاهرا ابتلي بمعارضة تمارس الخفة والعنجهية فالمشترك هنا أن كل طرف عندما تتاح له فرصة تجد ممارسات غير مسؤولة ثم النظام الذي كان يمارس طغيانه على أناس مسالمين بدا مترددا من الحسم مع أناس مسلحين والمعارضة التي كانت تهادن النظام المستبد أصبحت ترفض النظام الذي يبدي انفتاحا هذه المفارقات تبين أزمة الشعب السوري بين النظام الحاكم ومعارضيه ولذلك أحيل المشكلة للموروث الثقافي الذي يشكل رؤية ووعي المكونات المؤثرة بالمشهد السوري.