عبادة القضيب في الامبراطورية الرومانية
![[صورة: 0239-4.gif]](http://www.alzakera.eu/music/vetenskap/Historia/sex/0239-4.gif)
phallus
Fascinus
في بريطانيا جرى العثور على حلية من الذهب على شكل قضيب الذكر. وقد وصفت Erica Darch, من متحف شعوب الشمال اللقية بالتعابير التالية:" قضيب مجوف، من صفيحة جرى طيها طوليا ، في طرفيها فتحة. مضلع من صفيحة ثلاثية ملحومة على رأسها. وعلى جانبيها خصوتين كبيرتين منفصلتين وملحومتين. مع اخاديد عرضية ، غير منتظمة، على الجانب السلفي (لربما تكون قفل لخط اللحام) وتشير الى حافة القلفة".
غير انه لم تكن توجد عادات عبادة العضو الذكري في انكلترا ، ولذلك لابد ان يكون صاحب هذه الحلية جندي روماني. العديد من اللقى الاخرى، المماثلة، مصنوعة من الاحجار الكريمة والبرونز، جرى العثور عليها في المنطقة ذاتها حيث كان يوجد معسكر روماني سابقا، ولكن الذهب نادر.
في روما القديمة كان حلية على شكل قضيب ذكري تستخدم كطلسمان وتعويذة ضد عين الحسود. وهذه القوة الالهية تسمى Fascinus ( وهي جذر الكلمة الانكليزية الحالية fascinate والتي تعني الافتنان، والمقصود ان يلقي ظلال) وهي تميمة ضد شر السحر الاسود. والقضيب لاغراض العبادة والسحر والطقوس الدينية يطلق عليه مصطلح phallus. (للاطلاع على التمائم والطلسمان في العالم الاسلامي اضغط هنا)
![[صورة: 0239-8.gif]](http://www.alzakera.eu/music/vetenskap/Historia/sex/0239-8.gif)
خاتم طفل وعليه نقشة قضيب
وهذا النوع من السحر كان يعتبر الحسد اهم اسبابه، وموجه ضد الاخرين وعلى الاخص ضد القدرة على الاخصاب عند الانسان والحيوان والمحاصيل. لذلك فإن تعليق تميمة القضيب الذكري تمنع لعنة العقم وتعطل سحر الحسد، كما نفعل اليوم بتميمة حدوة الحصان او الخرزة الزرقاء والشبة والقرآن. وكان يجري حمل صورة كبيرة للقضيب بين الحقول والمزارع وفي القرى من اجل مباركة الارض، لحماية المحاصيل ورفع إنتاجها، وهي الوظيفة التي انتقلت الى البابا اليوم. وكان يجري رسم القضيب على البيوت للدلالة على تمتع البيت بفحل خصب، على مايبدو كما هو حال بوتان اليوم. بل وجرى العثور على خاتم من الذهب وعليه نقش قضيب، مع ان الخاتم صغير ويناسب اصبع طفل، مما يقتضي انهم كانوا يستخدمونه ايضا كتميمة لحماية الاطفال. في الواقع كانوا يعتقدون ان الصبيان على الاخص معرضين لنظرات Fascinus وان الطلسمان يحميهم من عينه. كانوا يحملون تمائمهم حتى سنة البلوغ وعلى الاخص خارج البيت. في كتاب الايروتيكا في بومباي، للكاتب ميتشيل غرانت يقول:" نظرة الحسود يمكن تحييدها بوضع الاصبع الاوسط فوق السبابة (ترمز للمضاجعة). والقضيب محفورا على صفيحة، يوضع على جدار البيت من الخارج، يصبح طوطم يهدف الى درء عين الحاسد وحماية البيت وسكانه. وفي العصور الوسطى استمر الناس على وضع طلسم القضيب في اساسات البيت للحماية من الارواح الشريرة. مثل هذه الطواطم جرى العثور عليها حتى في حيطان الكنائس. (للمزيد عن السحر في روما اضغط هنا)
فالوس، كان يملك ايضا وظيفة رسمية في مقاطعات الدولة الرمانية. تميل العذارى الطاهرات الى فتن عامة الرومان، لذلك فتميمة للقضيب المقدس تعتبر كبوليصة تأمين للمدينة جنبا الى جنب مع النار المقدسة لفيستا. والمنطق وراء ذلك بسيط. القضيب هو الرد الذكري الموازي للقوى الانثوية التي تمثلها شعلة فيستا الطاهرة. كما ان قوة فيستا هي المسؤولة عن ايصال فالوس الى عمق اعماق عربتها لدرء شر النفاثات في العقد وشر الحاسد إذا حسد، وتحقيق التلقيح والاخصاب. وفي انقاض مدينة Pompeji تم العثور على انواع مختلفة من تماثيل وتحف للقضيب من مختلف الانواع والاحجام والاشكال.
في اليونان، ديونيسوس اقدم من روما
![[صورة: 0239-5.jpg]](http://www.alzakera.eu/music/vetenskap/Historia/sex/0239-5.jpg)
نصب القضيب على جزيرة ديلوس
الاغريق كانت تملك عبادة الاله ديونيسوس Dionysus (يسمى ايضا باكوس، باخوس) قبل الرومان، ويعتقد انها عبادة مستوردة، فقد جرى عبادته من الفترة 1500-1100 قبل الميلاد. بعض الوثائق تشير اليه بوصف " الاله الذي جاء، او المهاجر" في البداية كان رب الخصب، ثم تطور ليصبح رب المتعة والسعادة ورب الخمر وحامي المسرح. كل ذلك يشير الى ان خصائصه تشيه خصائص الرب المصري بيس. وبفضل الاكسندر الاكبر، 356-323 قبل الميلاد، انتقل الاله الاغريقي الى مصر ليصبح ممائل للربة اوزيريس. في عام 200 قبل الميلاد اصبح له نصب في روما، بإسم باخوس. غير ان اصوله تعود الى الفيدا الهندية والرب Soma, ثم الى جزيرة كريتا والرب زغريوس.
كان يجري وصفه بالاله المنفلت والبري، بما فيه بجاذبيته الجنسية. خارج مزاره على جزيرة ديلوس island of Delos توجد انصاب لقضيب ضخم من الحجر الابيض. كما كان يرمز له بالحيوانات المشهورة بنشاطها الجنسي مثل الثيران والماعز، واحيانا يسمى الله ابو القرون. وله قصة حب مشهورة Dionysus and Ariadne;
بومباي، المدينة التي خلدها البركان، كانت مدينة اغريقية، والكلمة تعني " المهاجرين". من دراسة اثارها نتعرف على معتقدات الاغريق. حامية المدينة كانت الربة افروديت وهي ربة الحب والخصب. وحسب الاسطورة، كان الاله Priapus ابنا للربة افروديت من ديونيسوس وبريابوس كان بشعا ولديه عضو ذكري ضخم. ولكونه هو بذاته طوطم القضيب الذكري كان ذلك كافيا لدفع عين الحسود" ولذلك اصبح الاله الاكثر شعبية في بومباي وعند جميع الاغريق. عندما سيطر الرومان على الاغريق تبنوا آلهتهم ايضا ولكنهم بدلوا اسماءها الى اسماء رومانية. بريابوس اصبح اسمه Fascinum, الاله الروماني القادر على ردع الحسد. اليونانيين كانوا يؤمنون ان على الانسان قضاء وقتا ممتعا قدر الامكان في هذه الحياة القصيرة. كانوا يجيدون جميع انواع الممارسات الجنسية بدون تابو. لهذا السبب كانوا يستخدمون الرموز الجنسية في حياتهم اليومية، بما فيه وضع اصبع على اخر، بطبيعية لابعاد الفأل الاسود وابقاء اليوم ابيض. الشعوب اللاتينية تقوم اليوم بوضع الابهام بين السبابة والاصبع الاوسط لمنع الحسد. ذلك يرمز الى قضيب في مهبل. انهم بذلك يسرعون العملية " الاغريقية" لسرعة فعالية ردع عين الحسد. اليوم يستخدم الاصبع الاوسط للدلالة على الاستفزاز والهجومية والعدائية والاهانة، ولكنه لازال بمعنى العضو الذكري. في السابق كان الامر على العكس تماما، وعلى الاغلب التحول كان بفضل انتشار فكر الكنيسة ومحاولة لاسقاط المنظور الفكري القديم واستباحته.
يتبع: عبادة الاعضاء الجنسية هي العبادة الاقدم في التاريخ