كما قال الأخ علي نور حول حماس ومنهجيتها ، فأولاً ثبت بعد كل هذه الأحداث الطارئة بأن حماس قرارها ليس بيد أحد وليس مرهوناً بيد أحد أيضاً وهو قرار فلسطيني مستقل تماماً ولا أظن عاقلاً يتحدث بخلاف هذا وخصوصاً بعد مواقف الحركة التي أثبتت فيها شهامتها ورجولتها ومبدأية مواقفها .

أولاً : من يتحدث عن المقاومة وترك حماس لها فهو مخطئ أيضاً ، حماس هي " أم " المقاومة في القطاع وأساسها وخط دفاعها المتقدم وهي من تشكل عماد المقاومة " العسكرية " و " السياسية " وهي أكثر التنظيمات تجهيزاً وإعداداً وقوة بأس وهذا ليس قولاً خطابياً منمقاً بل من يطلع على الأوضاع بأم عينه ويرى حجم الإعداد والتطوير والجهد والتدريب المبذول في الفترة السابقة يعلم ذلك ، وعدم الرد على " تصعيد " الصهاينة هذه المرة لا يعني بأننا تركنا المقاومة أو وقفنا ضدها ، إنما هي " الحرب والمكيدة " .

ثانياً : من يتحدث عن المفارقة بين موقف حماس الآن وموقفها سنة 2008 عليه أن يراجع حساباته جيداً ، فحماس عرضت تجديد التهدئة بعد إنتهائها وكتائب القسام أبدت استعدادها لتمديد التهدئة مرة أخرى وذلك قبل الحرب بأيام ، والحكومة المصرية أنذاك استدعت الحركة وكان هناك لقاءً مفترضاً بينها وبين الحركة يوم " الإثنين " لتمديد التهدئة - أي قبل الحرب بيومين والتي وقعت يوم السبت - ولكن الحكومة الإسرائيلية أنذاك كانت قد جهزت للحرب منذ حسم حماس العسكري للقطاع وكانت تعد لها جيداً وكما يقال عندما تحين ساعة الحرب فلن يوقفها أحد وقرار اسقاط حماس واجتياح القطاع كان قد صودق عليه قبل إعلان الحرب بشهور فكيف يلقي فلسطيني " مفترض " يمتلك ذرة من الشرف والنخوة والوطنية باللائمة على حماس وينسى " الإرادة " و " التجهيز " الإسرائيلي لهذه الحرب ؟

ثالثاً : فيما يتعلق برأي الدكتور فضل حول قدرة الجيش الإسرائيلي على ايجتاح القطاع " بسهولة " فهذا كلام فيه نظر ، ولا أريد أن أفصله وأرد عليه وسأترك للأيام الحبلى بالمفاجئات ان ترد عليه .

رابعاً : أؤيد الدكتور فضل فيما قال ، هناك حرب جديدة قادمة ، وما التصعيد الأخير إلا مقدمة من مقدماتها ، فإسرائيل لن تحتمل وجود كل هذه القواعد من الصواريخ ولن تحتمل وجود قاعدة مقاومة تزداد قوة في القطاع يوماً بعد يوم ... الحرب قادمة قادمة .