(03-16-2012, 07:22 PM)بهجت كتب: أعود إلى الشريط لأن مقال ادونيس هو نموذج تقليدي للخطاب الشكلي غير المجدي ، الذي يخفي الخواء السياسي و الفكري خلف تعبيرات عمومية "متثيقفة" على النسق العربي العام ، الذي يحاكيه ولو بشكل مشوه بعض المشاركين هنا .
في كل موضوع نطرحه مالم يكن لغوا استهدافا لأحد الكبار هو إجابة على سؤال افتراضي ، هذا السؤال قد يكون صريحا أو ضمنيا ، و يقول عمنا " فولتير " أنه يحكم على الإنسان بسؤاله و ليس بإجابته ، هذه ليست جملة بلاغية ساحرة .. الخ ،و لكنها فكرة غاية في العمق ، بل أتجاوز ذلك لأقول أن الحضارة هي السؤال و ليس الإجابة ، الشعوب التي تتقدم تطرح أسئلة من نوعية كيف ننتج أكثر ،و المتخلفة تطرح أسئلة من نوعية كيف نذهب سريعا إلى الجنة و من أي باب ؟ ، و الأكثر تخلفا تطرح أسئلة مثل التي يجيبنا عليها الآن " أدونيس " ، ماهي مواصفات الثورة العظيمة ؟ ، بينما هناك بالفعل ثورة في سوريا منذ عام أصبحت واضحة المعالم ، و لكنه لا يسأل نفسه أسئلة بهذه الخطورة كيف نتعامل معها ؛ نقاتل معها ، أم نرفضها و نهادن النظام ، أو نقاتل مع النظام ، مثل هذه الأسئلة الملغومة لا يفكر فيها أمثال أدونيس فهي لا تلائم العباقرة ، يلائمهم فقط الهروب إلى الوهم و اللغة الأنيقة الخاوية .
هذا الموقف الهروبي الإفتراضي أصبح شائعا للغاية ، أن يطرح أحدنا سؤالا فقط لأنه يعرف إجابته دون أن يفكر في جدواه ، أو أن يتخذ موقف البطولة في معركة من نسج خياله ، من يعتقد أني أتحدث عن زملاء بعينهم محق جدا .
الماضي انتهى و نحن نتصدى لمشاكل مستقبلية تنتظر منا اجتهادات جديدة و رؤية سياسية ثاقبة جديدة . أرى أنه كي نناقش الحالة العربية الان علينا أن نتفق على مفاهيم محددة ،و أن نعيد تعريف المصطلحات السياسية وفقا لمعايير مازالت غير اتفاقية . الصورة متشابكة و بها عناصر متعددة ؛ هل نحن في مواجهة انتفاضة الأصولية الإسلامية التي تنبأ بها البعض مثل بهجت في موضوعات لا تقل عن 4 او 5 ، هل نحن في مواجهة النموذج المعولم الحديث للإنتفاضات ( أو الثورات ) التي تحدث عنها بهجت في شريطه " نظرة جديدة للثورات العربية " ، هل نحن في مواجهة مجرد انتفاضة الجوعى ، هل نحن في مواجهة دول تتحلل و تسقط في هاوية الدول الفاشلة ، بينما توهم نفسه بأنها أصبحت قدوة العالم كما يقول لهم الأمريكيون !، لماذا يثور العرب في دول مثل تونس و سوريا و مصر و لا يثورون في دول مثل المغرب و السودان و الأردن ! .ألا يحتاج الأمر حقا نوعا من العصف الفكري لا علاقة له بثرثرة أدونيس ولا ادعاءات فئران الصحافة ،ولا مدعيي البطولات الوهمية و الأهمية الجوفاء ؟ .
عزيزي بهجت
لقد عبرت بشكل مطابق عما يجول في ذهني بخصوص موقف ادونيس وامثاله فهم يعيشون في ابراج عاجية ويفترضون ان عامة الشعب لديها نفس الرؤية
اما بخصوص الثورات العربية فاسبابها ارى انها خليط بين ثورة سنية وثورة جياع فهي ناتجة بشكل رئيسي عن اتساع الفجوة بين الفقراء والاغنياء وانتقال افراد الطبقة الوسطى الى الطبقة الفقيرة وخصوصا في دول مثل سوريا ومصر التي انتقلت من الاشتراكية الى الرأسمالية ونتج عن ذلك انتفاع عدد محدود من ابناء هذه الشعوب من هذا الانتقال السريع
ايضا ساعد على توسيع الفجوة فقاعة النفط والسلع والاراضي في العالم خلال العقد الماضي ادى الى ازدهار قطاعات معينة مثل البنوك والاتصالات والبورصات (حسب علمي تضاعفت اسعار الاراضي في سوريا ومصر عشرات المرات كما هو الحال في الاردن).
فاصبحت كلفة حياة كريمة عالية جدا ولا يستطيع الفرد العادي تحملها (لك ان تلقي نظرة سريعة على مؤشرات اسعار النفط والسلع عام 1999 والان)
هذه العوامل مجتمعة ادت الى تنمية اقتصادية وهمية لا علاقة لها بالاقتصاد الحقيقي من زراعة وصناعة فبقيت رواتب الفئات الدنيا والمتوسطة كما هي ولم يستفد الا اصحاب الشركات والمناصب الادارية العليا فزاد الخلل في تركيبة المجتمع وللعلم كان هناك حديث دائم زمن مبارك عن نمو الاقتصاد بنسبة 5% سنوي وهي نسب مخادعة
اضف الى ذلك الفساد القوي المستشري لدى انظمتنا المحترمة
http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%A...8%A7%D8%AF
لاحظ ترتيب مصر وسوريا واليمن وليبيا (اشي برفع الراس والله)
115 ,147 ,141 , 126 على التوالي
هذه العوامل مجتمعة ادت الى خلل طبقي وشعور بعدم العدالة لدى اعداد كبيرة من الشعوب .
طبعا لا تنسى دور ثورة الانترنت والاعلام (فيسبوك وتويتر وفضائيات)في فتح عيون الشعوب على واقعها القذر مقارنة بالدول المتقدمة وللاسف اختارت الشعوب من هو غير مؤهل لاحداث ادنى تقدم على الصعيد الاقتصادي
اما بخصوص تونس فلا استطيع تقديم تفسير منطقي لما حصل هناك ولكن ما استغربته هو فوز حزب النهضة بالانتخابات بالرغم من اختلاف طبيعة الشعب التونسي عن شعوب منطقة الشرق الاوسط المتدينة