لم يخطر ببالي يوماً، أن تكون لونة الشبل، وهديل العلي، وشهرزاد الجعفري مستشارات لرئيس جمهورية، من المفترض أن يحاط بآلاف الفقهاء في القانون والسياسة والتاريخ والإعلام.
اليوم، وبعد فضيحة رسائل الأسد لمقربيه، أدركت لماذا وصلت سورية إلى هذا الحال المحزن والفظيع في آن معاً، كيف لا ومن يحكمنا هو لونة الشبل وأخواتها. أضف إليها أسماء الأخرس وعائلتها وأقاربها.
عندما ترى بشار الجعفري في مجلس الأمن وهو ينافح عن حكم سيده، ويشتم يميناً وشمالاً، فيسب الدول العربية شعوباً وحكومات، ويتهم دول الخليج العربي بأنها تطورت وتقدمت بفضل \"الخرجية\" التي كان يقدمها لهم. تتساءل، ما هي مصلحة الرجل في كل هذا، ثم تعلم بعد ذلك أن ابنة الجعفري نفسها تعمل مستشارة للأسد، فتنصحه وتوجهه.
كنت أشكك على الدوام، بمستوى الأسد الثقافي والعلمي وقد أشرت مراراً إلى أنه لا يمكن أن يكون خريجاً جامعياً بالفعل. فالمسألة كلها تتعلق بابن رئيس، لا بد ان يحصل على أعلى العلامات في الثانوية العامة شاء من شاء وأبى من أبى. ولما كان الأسد الأب يريد لأبنائه أن يظهروا بمظاهر العلو والأبهة، وقد جمعوا أركان العلم والقيادة والسياسة فقد وجه ابنه بشار ليكون طبيباً، وبالطبع فقد حصل الأخير على علامة تؤهله لدخول الطب فهو ابن الرئيس. وفي سورية الأسد تصل أسئلة الامتحان إلى بيوت المتنفذين ويجيب عليها معلمون متخصصون، ثم تقدم في اليوم التالي في قاعة الامتحان. بعدها يستطيع بشار أن يكون طبيباً بالقوة، فمن كان يستطيع منا أن يقف في وجه حاجب الرئيس حتى يقف في وجه ولده المدلل.
بشار الأسد ليس لديه شهادة جامعية في الدراسات العليا، فقد أوقف دراسته بعد ستة أشهر من بدئها في بريطانية ليعود فيحكم سورية بانتقال وراثي للحكم لا يتناسب مع من يحمل شهادة الطب ولا حتى الإعدادية.
لونة الشبل ليس لديها أي مؤهل إعلامي، فطبقة صوتها غير متحركة وهي غير قادرة على التنقل ولا التهكم، كما أنها غير قادرة على الإقناع، ولا يتفاعل صوتها مع الخبر الذي تلقيه. وليس لديها حسب علمنا أي مؤهل علمي يجعلها تتبوأ منصباً استشارياً لرئيس دولة ولا حتى لرئيس خدم في دار واسعة. فكيف إذاً تقوم فاروق الشرع، وتصفه بالانهزامية.
أما هديل فمن الواضح أن مسألتها مختلفة تماماً، فهي ترسل الرسائل الخاصة للأسد، وتقترح عليه أن يفعل، بل لنقل تطلب منه أن يفعل، لدرجة أنه يحول رسائلها إلى أوامر للتنفيذ، وذلك بعد أن يحذف اسم المرسل. وتستطيع هديل أن تعلن صراحة أنها متضايقة من منافستها لونة، بل ومن بثينة شعبان.
هديل ولونا وشهر زاد كُنّ أحد أهم أسباب حدوث الانفجارات التي وقعت صباح اليوم في دمشق، فصحيح أن الأسد يريد أن يرسل رسالة للعالم تفيد بأن القاعدة والإرهابيين يتربصون بسورية، وصحيح أن الأسد أراد أن يوحي إلى كوفي عنان وفريقه بأن سورية تعاني من الإرهاب. ولكن الصحيح أيضاً أن الرجل أراد أن يغطي على فضيحة هذه الرسائل وما تبعها من تصغير للأسد واستخفاف به على نطاق شعبي واسع، وذلك من خلال إلهاء وسائل الإعلام والجمهور أيضاً بقضية الانفجارات تلك، فلا يتمنى الأسد اليوم شيئاً أكثر من أمنيته من التخلص من هذه الفضيحة المخزية.
ولكن كيف ينسى الشعب السوري خاصة والشعوب العربية والإسلامية عامة، أن الأسد يشتري الأغنيات والبرامج الترفيهية في الوقت الذي يقوم فيه شبيحته بقتل الناس في المظاهرات بل وفي تشييع الشهداء. وكيف لنا أن ننسى أن أسماء الأخرس تشتري الهدايا والمقتنيات بعشرات آلاف الدولارات في الوقت الذي يموت فيه بعض السوريين جوعاً، ولا يجد بعضهم ثمن الخبز أو وقود التدفئة، ويعلم الناس كما نعلم، أنها تشتري تحفها بمال الشعب السوري لا بمال أبيها.
تحطم هذه الرسائل هيبة أي رجل عادي يملك بعض كرامة، فما بالكم بمن يزعم أنه رئيس دولة. كان الرجل يسمي نفسه أسداً حتى قالت له هديل، اشتقت إليك يا بطة، أ فمن أسد إلى بطة؟. كنت أطالب في مقالاتي السابقة الأسد أن يحارب الكيان الصهيوني وكان دائماً ما يحتفظ بحق الرد، منتظراً يوم القيامة، لم نكن نعرف لماذا، الآن فهمنا وعرف السبب وبطل العجب. بطّة لا تستطيع أن تحارب \" إسرائيل\".
نحن اليوم بين شعارين في سورية، أحدهما للمنحبكجية: الله سورية بطّة وبس، وآخر للثوار: الشعب يريد إعدام البطة.
دكتور عوض سليمان لزمان الوصل
http://www.watan.com/news/blogs/2012-03-18/5652