اسمحوا لي أن أدلوا بدلوي بهذا النقاش

أولا من ناحية التقسيم

اعتقد انه أمر غير ممكن لأسباب عديدة
من الناحية العملية، و هذا ردا على من تحدث عن انقسام الاتحاد السوفيتي و و دول البلقان و قبرص و بلاد الواق الواق، فالواقع على الأرض السورية مختلف

لا توجد بسورية مناطق أو مقاطعات مستقلة لطائفة معينة، و إنما تتداخل مناطق العلوية مع السنة و الأقليات الأخرى بشكل متشابك لدرجة لا أرى معها كيف يمكن اجترار مقاطعة علوية بدون أن يحصل تهجيرات عرقية لا يمكن سوى أن تكون مدمرة للطرفين
لا أرى مثلا كيف يمكن ترك بلدات مثل الحفة أو سلمى أو المرقب التي تحيط بها قرى علوية من كل ناحية.

لنفرض حصل ـ لا سمح الله تصفيات عرقية ببلدات كهذه، فقيام دولة علوية على جبال الساحل يعزل مدن كاملة ذات أغلبية سنية مثل بانياس و جبلة و اللاذقية فضلا عن وضع طرطوس المتشابك. بناء دولة علوية على الجبال سيفصل هذه المدن عن باقي البلد.

و تأتي مشكلة المسيحيين الموزعين على كل المناطق، حتى ببعض القرى، و كذلك الأقليات الأخرى مثل التركمان و السمعوليين و غيرهم

إذا من الناحية الجغرافية التقسيم غير ممكن بدون تصفيات عرقية قد تفوق اكبر مذابح العصر

من الناحية الاقتصادية، لا يمكن أن ننكر حاجة الريف العلوي إلى خدمات المدن، و ناحية أخرى حاجة هذه المدن إلى الريف الذي يمدها بالغذاء الزراعي.

أي أن التقسيم ليس بمصلحة أحد.

كابن ساحل اعرفه منذ أكثر من نصف قرن، و من روايات الأجداد، عاشت ومنذ قرون كل الطوائف بتعاون و تبادل مصالح مشترك، إلى أن أتى الحكم الأسدي الذي أجج الحقد الطائفي. و بشكل وصلت إليه الحزازات الطائفية إلى قمتها بعصر الأسدين و البعث.
اذكر بطفولتي كيف كان تتجاور مختلف الطوائف بنفس الحي، و لكن مع سنوات الحكم البعثي، و منذ أحداث الثمانينات أصبحت الأحياء تتقاسم حسب الطوائف "رغم بعض الاستثناءات".

عدم إمكانية تقسيم البلد على أساس طائفي أو مذهبي ليس نقطة ايجابية و لكنها كارثة. ولتذكير كل من يطالب بها، بأنها ليست من مصلحة احد و أي خطوة بطريقها ستجلب على المنطقة ويلات لا يمكن تخيّلها.

أن كان السنة بكل سوريا هم أغلبية، فالتوزيع العرقي بالساحل شبه متكافئ مما يعني أن أي صراع عرقي بالمنطقة لن يكون به لا غالب و لا مغلوب. بل سيحرق الأخضر و اليابس.

و من هنا نفهم مقدار الإجرام الذي يرتكبه النظام بتجنيد طائفة لحمايته و للتشبيح بحمده بشكل يربي كراهية عند الآخرين ستجر على البلد ويلات لا تحمد