اقتباس:الطالبانية إذا ،، هي كما قلنا،، الخيار الأمريكي في المنطقة اليوم (ولمن يفهم الحقيقة فالإخوان هم أحد وجوهها وليسوا غيرها).. ورغم كل التهريج من مناوئيها الليبرال، ورغم كل ذلك الأسى من رافضيها الأحرار (الذين يبدو أن الجميع اتفق على نبذهم وتكفيرهم شيوعيين كانوا أم ناصريين أم غير ذلك) فهي كخيار أمريكي المرشح الأكبر لاستلام المنطقة، وإعادة إنتاج الواقع الأمريكي التبعي الاستهلاكي فيها بثوب جديد بتمويل وجهد قطري سعودي مبارك- وها هي طالبان تفتح مكتبا لها في قطر، وها هي حماس تحزم حقائبها لتغادر سوريا إلى الأردن، الذي له شوكة ردت إلى الشرق الصبا..
اقتباس:أن تقوم ثورات من المحيط إلى الخليج لا ترفع اي واحدة من بينها شعارات التحرر من الهيمنة الأجنبية والتخلص من التبعية السياسية والاقتصادية التي هي اصل كل الفساد والشرور وكل حالات الاستبداد التي تعاني منها المنطقة، فذلك لم يصدمنا ... قلنا عادي، ليست أول مرة،، وليس أول ربيع أمريكي ... ولسنا مصدومين بجديد أمريكا القديم حين تسقط وضعا ما لحسناته وإن قلت لا لسيئاته وإن كثرت ..
هذا هو موقفي و الذي لا أدري أن كان هيثم مناع قاله أم لا. و هذا كلام كتبته قبل سنتين و قبل الربيع العربي.
موقفي جوهره اقتصادي. و السياسة ما هي الا "شكل ظهور الاقتصاد لنا" فالقوى الاقتصادية و مصالحها هي ما ينتج المواقف السياسية المختلفة التي نراها. و لذلك المنطقي و الطبيعي أن تؤيد كل الأطراف الرجعية القابعة في فلك التبعية للبسطار الأمريكي اسقاط النظام السوري المستقل غير التابع و تسليح الانتفاضة لدفع الشعب السوري الى الموت من أجل جر سوريا الى مستنقعها و بيع المنطقة كما باعوا بلادهم و ثرواتهم. و لذلك أيضا لا ترضى هذه الأطراف بأي حوار أو تسوية سياسية. و لذلك أيضا نرى مواقف غليون متقلبة و كل يومين في حال.
بدون تحرر اقتصادي لن يكون هناك تحرر و لا تحرير و لا حرية (و لا حتى لنا نحن معشر النساء)... لا لسوريا و لا لغيرها بل أضغاث أوهام و خداع للناس و القاء بهم الى التهلكة و الى مرحلة استعباد جديدة و سيد جديد. و التحرر الاقتصادي هو سر عداء و تربص الغرب بعبد الناصر و باي حكومة وطنية في العالم.
اعتلاء الطالبانيين سدد الحكم يأتي لليبراليتهم الاقتصادية و استعدادهم للتطبيع و ضمانهم لاستمرار تخلف الشعوب. هذه قوى تعيد انتاج الفجوة الطبقية الهائلة ... و تيتي تيتي مثل ما رحتي جيتي و تذهب كل الدماء و الآلام سدى. و كله من أجل عيون أسياد جدد. النظام السوري رغم كل بلاويه الا أن قراره حر و رقبة سورية معتوقة من التبعية و يجب الحفاظ على هذه الميزة "الجوهرية" التي ان ضاعت لا أمل في استعادتها و نحن بهذا الضعف في عصر العولمة الشرسة. يمكننا البناء على هذه الاستقلالية و لو ببطء و بخطى بسيطة و في نهاية المطاف ستقود الى تحرر حقيقي بينما هذه الانتفاضة حتى لو اسقطت النظام فانها لن تسقط الجوهر العبودي للتبعية.
تلك الرجعيات من خليجية و ناتوية باسقاطها للنظام السوري و ابتلاع سوريا توجه ضربة لاقطاب عالمية صاعدة في وجه استفراد أمريكا كقطب أوحد بكل شعوب العالم الثالث. و هذا موقف من يعمل ضد مصلحته و بقصر نظر للخريطة العالمية. طالما هناك استفراد أمريكي بنا فلن يستطيع أي شعب أن يحقق حلمه بالتحرر و التقدم. بل بالعكس ستتردى الأحوال على كل الصعد و انظروا العراق و ليبيا و السودان و غيرها فالتبعية تلغي بل تعاكس في اتجاه مسارها تطلعات التحرر و التقدم و الدمقرطة و كل هذه الأحلام التي نبحث عنها و كل مرة نضيعها من أيدينا و هذه المرة سنضيعها لو تمسكنا باسقاط النظام.
بالأمس شاهدت يوتوب طويل في موقع الحوار المتمدن لرندا قسيس التي لم أسمع أو أقرأ لها من قبل لكن اشارة زميلنا "سيستاني" مشكورا اليها دفعتني للتعرف عليها. امرأة رائعة بحق و لديها رؤية متماسكة لكن رؤيتها للحل هي ما لا أوافقها عليه. فاسقاط النظام هو اسقاط امكانية تحرر حقيقي لسوريا بالاضافة لبلاوي أخرى ستصيب أي نفس يقول لا لأمريكا في المنطقة. و أقول هذا ليعرف من لا يعرف أني لست مع أشخاص بعينهم بل مع طرح بعينه سواء جاء من هيثم مناع أو من غيره. و لست أحتاج أن أنقل من أحد و ان قرأت فهي قراءة نقدية بالدرجة الأولى و ليست للبصم و التبرير و الترقيع كما يفعل البعض.
و صح الموقف: اللي بدو يجاهد ينقلع و يروح يجاهد في دار أبوه
فسوريا ليست وكالة من غير بواب يريدون فتح حنفيات دم ابنائها و يصفون حساباتهم على أرضها.
موقف رااااااائع يا مناع