زميلنا غالي

هذا النظام رغم حنكته السياسية الاستثائية لا يقرأ و لا حتى تاريخ الأمس القريب و الأنظمة التي تم كنسها. و يرفض الاعتراف بأن الماء يرشح حتى من المعدن المصمت و ترشح الحرية حتى من النظم الحديدية و لذلك ان لم يسقط اليوم سيسقط غدا لأنه يسير بعكس اتجاه منطق الحياة و نزوع الانسان بطبيعته الى الحرية و العدالة. المشكلة و الطامة الكبرى التي نختلف عليها هي في البديل المنتظر الذي يعرف و يعرف أعداؤه -لكن اصدقاءه يبررون و يرقعون- أنه مهلهل و مشرذم و فاقد لأدنى الكفاءة السياسية و النضوج الفكري و يحمل كل أمراض النظام. و بالتالي فالوضع بالناحيتين مرشح لبحر من الدماء سواء سقط النظام أو بقي. و لهذا تبقى التسوية هي المخرج الأقل كلفة على سوريا و دمائها و وحدتها و سيادتها. و مهما كانت المكتسبات اليوم ضئيلة فان البناء عليها و لو بخطى متواضعة فانها على المدى البعيد ستتيح امكانية زمنية لتنامي وعي و بلورة رؤيا أنضج و أكثر تماسكا. و تسوية اليوم لن تحول دون ثورة شعبية عارمة قادمة تطيح بهذا النظام للأبد. العسكرة و التحدي غير المتكافئ لن يحلا الأزمة بل سيصنعان ما تقول المقاله ان النظام سيصنعه من مشهد دموي و ملاحقات و قمع و بلاوي سوداء. هذه المعارضة ستصنعه لأنها نسخة من النظام فالى جانب خطر الحرب الأهلية فانها ستلاحق خصومها و ربما كل من يقف في وجهها فيما لو استتب الأمر لها و تصفيهم. و رأينا التهديدات بالابادة و بغيرها حتى على مستوى هذا النادي الافتراضي الصغير و رأينا اليوتوبس التي تقوم بالشحن الطائفي.

اذن لماذا تضيع كل هذه الدماء و الارواح ما دمنا سنعود للمربع الأول؟؟
أليس العمل بنفس طويل و أبعد مدى هو الأضمن لسلامة سوريا وطنا و شعبا؟