لا أعرف ما هي الدوافع التي تدفع البعض للحياد السلبي هل هي صفات العبيد من حب السير في ركاب المنتصر وصاحب الشوكة والدولة أم مستوى تطورهم الأخلاقي المتدني جدا والذي ينعدم فيه أي شعور بالتعاطف مع آلام الآخرين ومظالمهم وحب التمحور حول الذات.

في الحياد السلبي أو المقرف الذي تحدث عنه أخونا فرات تحضرني الآن هذه الاقتباسات

اقتباس:جون ستيوارت ميل - رائد الحرية

يمكن للشخص أن يسبب الأذى لآخرين ليس فقط عن طريق الفعل، بل أيضا عن طريق الامتناع عن الفعل؛ وهو في كلتا الحالتين مسؤول أمامهم عن الضرر.

اقتباس:مارتن لوثر كينغ


• التراجيديا الكبرى ليست الاضطهاد والعنف الذي يرتكبه الأشرار، بل صمت الأخيار على ذلك.

• تبدأ نهاية حياتنا في اليوم الذي نصمت فيه عن الأشياء ذات الأهمية.

• أعترف لكم بأن المرء إذا لم يكتشف شيئا بإمكانه الموت دفاعا عنه، فهو غير جدير بالحياة.

• المكان الأكثر حرارة في جهنم محجوز للأشخاص الذين أبقو على مواقفهم محايدة في وقت الأزمات الأخلاقية العظيمة

أتفق معك يا فرات في تأييد الثورة وأي ثورة شعبية فالشعب باعتباره مصدر السلطات وإذا قرر أنه يريد أن يسترد السلطة فهذا حقه حتى لو كان الحاكم هو النبي محمد ( ع ) شخصيا فيجب أن يعتزل فورا ، وأختلف معك في أشياء كثيرة منها على سبيل المثال لكني لا أرى نظام حزبي جمهوري يحكم في سوريا بل نظام أسري وملكي وراثي يستند على العصبية الطائفية أو القبلية التي تحدث عنها ابن خلدون في مقدمته في عالم العصور الوسطى نظام قائم على تمكين الطائفة من السيطرة على الجيش والمؤسسة الأمنية والمال العام والدوائر الحكومية المدنية والعسكرية.

لماذا أشاركك القرف من أصحاب الحياد السلبي لأن الصورة الآن واضحة ولا مجال أبدا لالتماس الأعذار للمحايدين الذين لا يوجد لديهم في الحقيقة أي انتماء وطني أو حد ادنى من الانسانية تجعلهم أوادم يشعرون بمعاناة الاخرين فهم لا يهتمون إلا بأنفسهم ، المشهد الآن واضح وهو يقول بالصوت والصوؤة أننا إزاء نظام أخذ استراتيجية إخافة الشعب وترهيبه بالقتل والتدمير والاذلال والسجن ليوقف ثورته ومطالباته بحقوقه السياسية .


واذا لم يستنكر الانسان بقلبه وهو اضعف الايمان هذا المشهد من باب وأنا مالي فلا أرى أي فرق حقيقي بينه وبين المنتسبين للملكة الحيوانية.