عزيزي جعفر....
اذا تابعت فيلما في نهايته ووجدت ان البطل يقتل بالاخرين،فمؤكد انك ستقول ان هذا البطل "مجرم وقاتل"..وذلك لأنك لم تتابع الفيلم من بدايته عندما كان "ضحاياه" يقتلون أهله ويغتصبون اعراضه وامواله.
انا لست بطلاّب للموت او القتل او الدمار لأنه -ببساطة- البلد بلدي ولا اريد دمارها....كما انه ليست اخلاقنا ان نقتل...نحن ندافع عن حقنا في حياة كريمة لا يتسلط علينا بها احد...والحقوق -على مر التاريخ- تُنتزع ولا توهب!....طيب..طيب...خلينا نمشي في منطقك للنهاية،ولنطرح التساؤلات التالية:
لو قام بشار باطلاق منصب رئيس وزراء منتخب انتخابا مباشرا من الناس برعاية منظمات حقوقية...وقام بحل مجلس الانذال المعيّن.... والدعوة لانتخاب جمعية تأسيسية تمثل المجتمع السوري بكافة اطيافه لوضع دستور جديد...وقام باطلاق عشرات الالوف من المعتقلين..واوقف الملاحقات الامنية بحق الناس..واجرى مصالحة امنية...واقال المسؤولين عن القتل والدمار في سوريا (لأنهم يمثلون الدولة)....وقام بتحويل سوريا الى ملكية دستورية متوارثة في بيت اسد يكون الملك فيها رمز ويملك ولا يحكم مثل بريطانيا....واطلق حرية الاعلام...هل انا كاره لذلك؟..لو اجرى بشار نصف ذلك..فانا أول من سيقف خلفه..يعني هل تعتقد اننا نموت في الشوارع "ترفا"؟
لاحظ يا ابو جعفر ان كل ما قلته لك من حلول موجود بيد بشار لا بيد غيره!....وانت تعرف ذلك جيدا....ولكنك مصمم على وجود طرفين في سورية يتقاتلان...والحقيقة ان الحقائق على الارض تقول ان هناك طرف واحد بيده كل شيء وهو يقتل ويسفك الدماء ويرفض التنازل قيد انملة....بل يثخن في القتل والتنكيل للقضاء على اي مظهر احتجاجي...ثم تأتينا وتطالبنا بالحوار في تصرف لا يمكن فهمه الا انه "ربط" للضحية وتكبيلها لكي يتابع القاتل مهمته!..طبعا لا ازاود عليك فانا اعرف مشاعرك تماما واثمنها واقدرها....لكن الحل الذي تضعه انت لا يزيد عن كونه "تسوّل" للحقوق من نظام -انت تعرف جيدا- انه لن يهبها لنا!!!
ثم لم تجبني عن مسألة الحرب الاهلية الا بكلام فضفاض،وأنا اكرر عليك السؤال للمرة الخامسة او السادسة :"الحرب الاهلية التي تتخوف منها انت في سوريا بين من ومن؟"....اذا كنت تعتقد ان مواجهة النظام هو حرب اهلية....فيا اخي واستنادا الى كلامك فان ثلاث ارباع التاريخ حروب اهلية!!...من دعوة السيد المسيح عليه السلام الى دعوة النبي محمد ص الى الثورة البلشفية والفرنسية والحرب الاهلية الامريكية!