تسليح وتسلح مجموعات بسوريا مكونة من خلطة سرية من العصابات والمجرمين والمنشقين والسلفيين كان فيما يبدو أحد أدوات القوى الغربية وأذنابهم من حكام العربان لكبح جماح التحركات والاحتجاجات الشعبية في البلدان العربية سواء كان في تلك البلدان التي أخذت على حين غرة وسقط طغاتها كحال تونس ومصر اللتان ثم السيطرة على الوضع فيهما بعد سقوط ابن علي ومبارك أو تلك البلدان التي اشتعلت فيها الاحتجاجات ولم تحسم أمرها كما هي الحال باليمن والبحرين بحيث بقيت حالتهما ترواح مكانها إلا أن التجربتين الليبية والسورية تختلفان عن البقية كون هذين النظامين ليسا محسوبين على القوى الغربية من ناحية قدرتها على التأثير على قرارات كل من هذين النظامين لأنه لا يوجد تواصل مع مؤسسات في هذين البلدين بعد سقوط قياداتها كما هي الحال مع البلدان الأخرى بحيث يجعل تلك القوى الغربية غير قادرة على التأثير على سياساتها.
ونتيجة لذلك اتخذ القرار بتسليح مجموعات في كلا البلدين ولعلكم لاحظتم أن الحالة الليبية وتتيجة لسقوط عدد كبير من القتلى أضعفت الروح الاحتجاجية ببقية البلدان العربية وكان التركيز هو على حماية الأننظمة الملكية في السعودية والبحرين والأردن والمغرب كون نظامها السياسي يختلف عن بقية الدول غير الملكية ما أكسبها قدرة على المناورة وبما أن التجربة الليبية ابتدأت بإراقة كثير من الدماء وانتهت بنظام للقذافي وهو مقطوع الرأس وحسب ما جعل ليبيا تتخبط يمنة ويسرة فإن التجربة السورية أريد لها الاستمرار بهذه الخطة من إراقة الكثير من الدماء لتكون عبرة لبقية البلدان الأخرى وخاصة الملكية منها ولذلك علينا أن نقرأ هذا التحالف بين غربان الغرب وعربان العرب على سوريا إنما المراد منه أمور متعددة ومنها أن تكون سوريا مذبحا يتم التخويف به لتلك الشعوب وهذا أصبح واضحا ولكن الأنكى أنه يوجد ما يكفي في سوريا من الجهلة والسفلة الذين يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي الغربان والعربان!