بعد تعب ومعاناة تزوج،
ثم بعد شهور طويلة حافلة بالإنتظار أنجبا طفلا

ملأتهما الفرحة والهم، الفرحة بالولد والهم لأجله، لأن الولد إن عاش أهمك وإن مات أغمك

كبر الولد ودرج، وكل من لديه ولد يعرف معنى كلمة الأولى في حياة الولد
الكلمة الأولى، الخطوة الأولى، المرة الأولى التي فنتر فيها على أبوه، قال بابا أول ولا ماما، الضحكة الأولى بكل معانيها
القبلة الأولى هل كانت لأبيه أم لأمه
السن الأول

ثم كبر الولد وكبر معه الأمل ودخل المدرسة

ثم كتب الولد على الحائط "الشعب يريد إسقاط النظام"
.
.
.
.
.

ثم تم خطف الحلم، تم خلع أظافره، وتدخلت المؤامرة الكونية لتجعل أظافر ابني وإبنك خطرا استراتيجيا على الممانعة.


إيه *%^*% الكرّ بهيك ممانعة لا تقوم إلا على خلع أظافر ابني وابنك.


وسامحونا ثقلنا عليكم، لكن أنا أرى ثورة سوريا حين أنظر في عيني أيوب، ومثل ما أيوب عزيز علي فأولاد الناس عليها عزيزة. مثل ما يغيظني أن يشاك ابني بشوكة وهو في محضنه وفراشه الوثير وبين لعبه، فأكيد العالم يغيظها أن تخلع أظافر أولادها وهي بين الدولاب وبساط الريح تدور.

يجرب كل واحد فينا يحط نفسه مكان أب أو أم هذه الأطفال، وكل من عنده طفل -الله يحميله اياه- يجرب أن يغمض عينيه ليتخيل أن ابنه في سجون بشار الأسد ساعة من الزمان.

بعد ذلك، فليكتب كل ما يريد.


على مستوى آخر، في الجسم جهاز عصبي مركزي، من دماغ ونخاع شوكي. الدماغ من مسؤوليته القرارات الواعية بعد البحث والتمحيص، لكنه لن يشارك أبدا في قرار سحب اليد حين تتعرض فجأة للنار، ذلك قرار يأخذه النخاع الشوكي على عاتقه دون تفكير ودون إعلام للدماغ من أصله. لأن الوقت الثمين الضائع سيجعل اليد تحترق.