(04-08-2012, 01:27 AM)الحوت الأبيض كتب: المشكلة ليست في فهم مرمى قولك بل معارضتي لمنطلقاتك الفكرية... أنا لن أحكم على شخص بسبب مهنته ولا أرى أن رجل الأعمال أفضل للحكم من سواق التوك توك... ربما هو غير مناسب بسبب مواقفه وآرائه لا بسبب مهنته... ثم سواق توك توك أشرف بمائة مرة من مجرم.
يا اخي
أي منطلقات فكرية بالله تعارضها .هل تعتقد حقا اني أناقش قضايا مثل اهمية سائقي التوكتوك !.
اذهب إلى لب القضية و حاول اثرائها ..
لا نملك وقت الكون كله .
.................................
حسنا ندخل في الجد شوية ..
مداخلة زميلنا المجتهد الحوت الأبيض أعادتني إلى فكرة هامة عبرت عنها كثيرا ،و أراها ضرورية الآن أكثر من أي وقت مضى ،و لأني ضيف في هذا الشريط على صديقي فارس اللواء أستأذنه في هذا التوضيح ، الذي أتمنى أن يفكر فيه صديقنا الماركس الحوت الأبيض بعقل متحرر بعيدا – الآن على الأفل – مما نعتقده مساواة ماركسية هي بالقطع ليست كذلك .
................................
نتيجة التفاوت في التعليم و التربية و القدرات فالناس يتطورون على نحو متفاوت رغم أنهم ولدوا متساويين ، هذه الملاحظة هي الفكرة الأساسية التي تقوم عليها أي حركة إصلاحية حقيقية في المجتمع ،
و أن يكون الناس متساوون في الحقوق و الواجبات لا يعني أن تكون أفكارهم و ممارساتهم متساوية ، ما حدث أن المثقفين العرب عموما يحجمون عن التعبير عن أفكارهم إذا كانت نخبوية خوفا من التحريض ضدهم وهذه خطيئة ، إن المثقفين العرب مستسلمون عادة لمنطق متصلب مصمت عن المساواة ،وفقا لمعادلة منطقية على النحو التالي :" طالما كان الناس كلهم متساوون ، فيجب أن يكون كل شيء يفعلونه متساويا كذلك " ، و أن الجماهير كالزبون الرأسمالي دائما على حق ، وفقا لهذا المنطق الخاطئ فهم يرفضون نقد ثقافة الجماهير باعتبار هذا النقد متعاليا و نخبويا ،
إنني و بوضوح من الذين يرون أن الدعوة إلى الشعبوية هي دعوة معادية للحياة بل مدمرة لها ، فهي مملؤة بالبريق الفاسد و التسطيح الأخلاقي ، وهي تميل نحو التماثل ، هي ببساطة نوع من المشاركة في التفاهة رغم كونها تفاهة مركزية ضخمة تشمل الجميع ، إن دعم الديموقراطية و المساواة لا تعني الموافقة على كل منتجاتهما ، بل على العكس لابد من حماية القيم العليا برفع يد الجماهير عنها .إن القبول بهيمنة الثقافة الجماهيرية ذات الطبيعة الدينية الأصولية هي جريمة بشعة ليس فقط في حق المعاصرين بل بالأساس في حق المستقبل الذي نضيعه تماما ، هذا يعني تجميد التاريخ و توقف التغيير .إن تدليل الجماهير كالأطفال و التوقف عن نقد ثقافتها هو إهانة لها و نوع من النفاق الضال ، وبدلا من المساهمة في صناعة ثقافة جماهيرية جديدة أكثر عقلانية و ملائمة للتطور نترك ثقافة الجماهير المفارقة للحضارة هي التي تصنعنا ، وهذا ما نخشاه و نعمل على إصلاحه ، علينا إما القبول أو الرفض للأصولية الإسلامية من حيث هي عقيدة مطلقة فلا حل وسط ، ولو كان خيارنا هو الأخير فسوف نكتشف أننا تحررنا من وهم كبير .