الفصح المسيحي والفصح اليهودي والعلاقة بينهما

حتى نفهم شو الموضوع، وليش الفصح ما ثابت حسب السنة، وليش الفصح الشرقي غير الفصح الغربي.

الفصح اليهودي هو ذكرى خروج بني إسرائيل من مصر، ويأتي من كلمة فاتساح العبرية التي تعني عبور، وهو يقع في الخامس عشر من شهر نيسان العبري. هذا غير نيسان السرياني.

السنة العبرية سنة شمسية-قمرية، مثل عادة العرب في الجاهلية، تكون سنتين كل منهما 12 شهرا قمريا، ثم سنة ثالثة فيها 13 شهر قمري، وهكذا دواليك، من أجل ذلك فإن الفصح اليهودي لا يكون ثابتا في السنة.

يعتبر المسيحيون كل ما حدث في العهد القديم إنما هو رموز لما سيأتي في العهد الجديد. فالفصح هو رمز للصلب، وخروف الفصح رمز للمسيح، وتقديم الخروف قربانا دون كسر عظمه يرمز إلى صلب المسيح، الخ...

من أجل ذلك يولي المسيحيون الشرقيون أهمية كبيرة لهذه الرموز، وعندهم نظرية أن المرموز له لا يأتي قبل الرمز، وعيد صلب المسيح وقيامته كمرموز له لا يأتي قبل الفصح اليهودي الذي هو رمز لهذا.

اتفق المسيحيون أن الفصح يكون في يوم أحد بعد البدر الأول وبعد الاعتدال الربيعي، لأنه حين أسلم المسيح بيد الأمم كان القمر بدرا وكان الطقس ربيعا، وقد أسلم الخميس ليلا، وصلب الجمعة كما يقولون، وقام الأحد وفق اعتقادهم.

الخلاف بين المسيحيين الشرقيين والغربيين هو في:
1- التقويم الشرقي يولياني والغربي غريغوري، وبين التقويم اليولياني والغريغوري فرق 13 يوما، مرشح للزيادة. لذا فإن تاريخ 21 آذار في التقويمين ليس واحدا.
2- في طريقة الحساب الغربية ليس مهما أن يأتي الأحد بعد الفصح اليهودي، هم يكتفون أن يكون الأحد الأول بعد البدر الأول بعد الإعتدال الربيعي وفق التقويم الغريغوري.
3- في طريقة الحساب الشرقية يجب أن يأتي الفصح المسيحي دائما بعد انتهاء الفصح اليهودي، في الأحد الأول بعد البدر الأول وبعد الإعتدال الربيعي وفق التقويم اليولياني.

المسيحيون الغربيون هم الكاثوليك بكل طوائفهم، البروتستنت بكل طوائفهم، وكل الفرق الحديثة مثل شهود يهوه وما شابه.
المسيحيون الشرقيون هم الأرثوذكس الروم، والأرثوذكس المشرقيون مثل السريان والأقباط والأرمن، والنساطرة.

كان الجميع يتبع التقويم اليولياني حتى قرر البابا غريغوري الثالث عشر أن يصحح التقويم، فتم حساب أن السنة الكبيسة على رأس المائة عام يجب حسابها بطريقة تختلف عن السنة الكبيسة كل أربعة أعوام، فوفق التقويم اليولياني تعتبر سنة 1900 كبيسة، ولا تعتبر كذلك في التقويم الغريغوري. سنة 2000 كبيسة عند كليهما.
في التقويم اليولياني يكتفي بقسمة رقم السنة على أربعة، بينما هذه العملية لا تتم في التقويم الغريغوري إلا في السنوات العادية. بينما في رأس المائة أو سنة اليوبيل يجب أولا حذف الصفرين ثم قسمة ما يتبقى على أربعة، فإن قسمت كانت كبيسة وإلا فلا.

زيادة على ما تقدم، قام البابا غريغوري بحذف عشرة أيام من التقويم في سنة 1582، فكان في هذه الروزنامة يوم 4-10-1582 يليه دون فاصل 15-10-1582.