كلنا ضحايا هذا النظام الفاجر وشبيحته !! قصة استشهاد العقيد محمد أحمد سليمان

العقيد محمد أحمد سليمان من قرية أرزونه التابعة لمدينة طرطوس استشهد بتاريخ 3/4/2012 تعرض لكمين و هو عائد من عمله الى المنزل ،قتل معه المقدم حمود كمال الدين من منطقة سرغايا في ريف دمشق .. العقيد سليمان متزوج وله أربعة أولاد صبي وثلاث بنات .. وهو أحد ضحايا عصابة النظام المجرم الذي جرّ الناس الأبرياء إلى مستنقعه وجعلهم وقوداً لنار حقده ويضعهم في الواجهة ويتمترس خلفهم بينما هو وأفراد عائلته آمنون يلعبون الألعاب الإلكترونية !!

قصة العقيد سليمان مؤلمة وتحمل الكثير من الدلالات والرسائل لكل الأطراف والفئات في سوريا الثكلى بأبنائها .. وقد وصلتني من مصادر موثوقة مقربة من الثوار وتنقل لهم أخبار من واقع ما يجري بجيش النظام قصة العقيد رحمه الله الذي كان حتى تاريخ 1/1/2012 برتبة مقدم لمدة 7 سنوات في الدفاع الجوي ، ويخدم في مطار السين وهي منطقة بعيدة كل البعد عن الأحداث التي تدور في أكثر من مكان في سوريا ، بداية هذا العام تمت ترقيته لرتبة عقيد ،و تم نقله لمنطقة عربين ، حسب المصدر العقيد لم يكن يفضل و لا يريد حتى هذا النوع من الخدمة العسكرية (قمع و قتل الشعب السوري) و طلب و بشكل متكرر نقله إلى منطقة أخرى كنوع من التعبير عن رفضه لهذا الفعل ورفضه المشاركة فيه ،و لم يستجيب له أحد حتى اللواء المسؤول عنه و هو من نفس قريته !!
بشهادة أقرب الناس له لم يقتل العقيد سليمان منذ دخوله الجيش العربي السوري أي إنسان وكان مثالاً للأخلاق والتربية الحسنة في تعامله مع الآخرين ، وقد كان ينأى بنفسه عن أي موقف يوضع فيه قد يؤدي إلى قتل الناس الأبرياء .. تم اغتياله لأنه عقيد في منطقة حامية و كان بديلاً لعقيد قبله مجرم بكل معنى الكلمة، و قد تمت تصفيته.
العقيد سليمان مات مظلوماً وأول من ظلمه هو من وضعه في المكان الخطأ .. العقيد سليمان كان يحلم أن يستشهد في إحدى قرى الجولان المحتل وليس في عربين حيث جيش الأسد الباسل يقتل ويهدم ويسرق !!
علينا جميعاً أن نتفكّر بهذه التضحيات التي تقدم في سبيل الوصول إلى وطن حر للإنسان فيه خياراته الإنسانية ، وإن كانت مثل هذه التضحيات لا تسهم في ذلك عليها أن تساهم في توعيتنا ....... ومن مصادر مقربة من ممثلي النظام الذين كانوا في عزاء العقيد سليمان عرفت بأنه كان بادياً على الناس في العزاء الغضب و الاستنكار و الاستهجان للتصرفات التي تقوم بها
عصابة النظام واضعة أبناء الطائفة العلوية في الواجهة مستنكرين ومتبرئين من أفعالهم و خاصة ما سمعوا به عن قصص نهب أثاث بيوت العائلات الحمصية التي نزحت ... فهل يشكل استشهاد العقيد سليمان رسالة إلى الجميع ... رسالة بأن نعود إلى إنسانيتنا و ننظر إلى بعضنا كبشر بعيداً عن انتماءاتنا العرقية والطائفية .. إننا جميعاً ضحايا هذا النظام الفاجر وعصاباته وعلينا ألا نترك دماء الضحايا وعذابات أهاليهم تذهب هباء ... فهل من مستجيب ... هل يتفكر كل الأطراف في عشرات وربما مئات الجنود والضباط الذين كانوا يلفوا بالعلم السوري وينقلوا إلى ذويهم في الساحل السوري وقرى مصياف وغيرها ويقال لذويهم بأنّ عصابات مسلحة قد قتلتهم وكان هذا قبل ظهور الجيش الحر وقبل أن يحمل أحد السلاح حتى للدفاع عن النفس ..؟؟ ألم تتم تصفية هؤلاء من قبل شبيحة الأسد لأنهم رفضوا إطلاق النار على الناس العزل !! هؤلاء كانوا مع الناس ومع الثورة ولم يكن أمامهم من خيارات سوى التضحية بحياتهم عوضاً عن قتل الناس !!

الرحمة للشهيد والعزاء لذويه والرحمة لكل شهداء سوريا الذين استشهدوا مظلومين من مدنيين وعسكريين ... والمجد لسوريا وطناً خالياً من عصابات لآل الأسد وأحقادهم ..


https://www.facebook.com/photo.php?fbid=205218292927130&set=a.105801019535525.7552.100003168819085&type=1