الأخ نظام الملك .
مرحبا .
تذكرت الآن حادثآ من التاريخ الإسلامي عندما استشهد عكرمة بن أبي جهل ،و أوسده خالد ابن الوليد ركبته بينما هو يحتضر ، نظر عكرمة إلى خالد وقال له عبارة أراها موحية و غريبة :" زعم ابن الخطاب أننا لا نستشهد ! " هذا يعني أن عمرآ كان يبدي عدم ثقته بمسلمي الفتح و يراهم منافقين بدليل عدم استشهادهم !.و لكنني تذكرت هذا الحادث الآن ، لأننا نختلف و عمر بن الخطاب يرى أننا لا نختلف !.
إذا يسعدني اختلافنا و هذا ما أريده بل و أحرض عليه ، أن يختلف من تربطهم علاقة الإحترام و الصداقة فيكون إختلافهم رحمة !. حسنا يا صديقي أريدك ان تتفضل و تترك مقعدك و تأتي لتجلس مكاني وترى الأمور كما رأيتها ، لعل ذلك يوضح وجهة نظري من البداية .
في يوم حسبت الوقت الذي أضعته في مهاترات مع الزميلين الرائعين القلم الساخر و السيستاني ، و حولته إلى ( فلوس ) فوجدته يكفي لشراء ثلاجة حديثة بلا مبالغة ( زمن X أتعابي في الساعة ) ، ماهو المبرر كي تخسر مالا ؟ . أليس سؤالا منطقيا ؟. كانت النتيجة هي إما إلى انتقاد النادي و حتى المطالبة بتلك الخسارة ( ساخرا بالطبع ) ، او التوقف كلية عن المشاركة في النادي و مواجهة نفسي ان الحوار أصبح إدمانا و بالتالي يتطلب العلاج . و لكن هذه الحسبة جعلتني أنظر للأمور من الجانب الآخر ،و أرى أن إدارة النادي تخسر هذه ثمن ( الثلاجة ) باستمرار ،وهم من يحق لهم مطالبتنا بالتعويض ، أليس هذا كله منطقي ؟.
بالطبع لا أفكر أن أدفع للنادي تعويضا عن الوقت الذي يبدده الزملاء الاخرون !، و لكني فكرت أيضا أنه يمكنني مساعدة النادي – الذي نتفق عن حاجتنا له بدليل تواجدنا فيه – خلال السعي للمصالحة على المستوى الشخصي ، طبعا هذا لا علاقة له بأي حوارات سياسية مجالها كل ساحات النادي عدا هذا الشريط تحديدآ ، أيضا ليس المقصود منه تقييم الاخرين أو تصفية حسابات شخصية أو ... . بل تماما ما فعله جعفر علي و نظام الملك و عاشق الكلمة و بهجت وهو التنازل الطوعي عن كل حقوقنا لدى الاخرين حتى دون طلبهم ،و الإعتذار عن أي أخطاء بدرت حتى بدون قصد ، بل حتى بدون أخطاء أصلآ !!.
ما جعلني أفكر في هذه المحاولة أساسا هو لقاء تحدثت عنه مع سفيرة امريكية سابقة ،و أستاذة جامعية أخيرا في مصر ،و إحساسي أنهم لا يفوقوننا في كثير ، و هذا جعلني أسرح في حواراتنا ، و كيف أنها تبديد للوقت و المجهود و بلا فائدة حقيقية . لم لا نكون مثلهم ؟، هذا ليس سؤالآ استفهامي بل سؤال استنكاري ، لم لا نكون مثلهم و أفضل ؟.هذا ليس محالآ فقد فعلته شعوب أخرى ،و سنفعله يوما ما ، فقط اتمنى ان يكون ذلك الان وبلا تكلفة عالية .
بالطبع لا أطالب أحدآ بعدم نقد الإدارة فكثيرا ما أفعل ،و لكن بوضع كل شيء في حجمه بلا مبالغة ، و الأهم من هذا أن نفكر في واجباتنا أيضا ،و أن النادي هو مسئولية مشتركة من الجميع ،و أن نبذل جهدآ في تطويره كل بقدر طاقته ، هذا الجهد لا يكون بالإدعاء الكاذب و محاولة فرض الرأي بل بالنشاط في الساحات المختلفة و بكل هدوء و مثابرة ،وهذا ما أحاوله الآن في الساحة الإجتماعية و ساحة الأدب .