عرضت إحدى محطات التلفزيون الألماني قبل أيام فيلماً وثائقياً عن الثورة وموقف الشعب منها، وأفردت في الحديث عن الطائفة المسيحية التي تقف في صف الأسد، شعرت بخزي حقيقي أن يعلن من ادعوا أن الثورة قربتهم من الإيمان وأصبحوا يحضرون الاجتماعات الكنسية ويقيمون القداس، أنهم يقفون مع الأسد وجيشه ناسين أنهم يخالفون أهم تعاليم يسوع عندما يقبلون بالوقوف مع الطرف القوي الظالم.
إذا كان وقوف الأقليات في البداية مع النظام بسبب الخوف من المجهول والفزاعة الإسلامية التي تحولت واقعاً في عدة دول آخرها دول الربيع العربي مبرراً، فإنه بعد أكثر من عشرة آلاف ضحية بريئة أصبحت المجاهرة بالوقوف في صف من يوفر للأقليات الأمان جريمة لا أخلاقية.
ليس هناك دم أغلى من دم، وإذا كان ابني أغلى من كل أطفال العالم، فإن تجاهل نحيب أم فقدت طفلها والوقوف على الحياد طالما طفلي سليم جريمة لا أخلاقية.
المصيبة القادمة حتى بعد انتهاء الأزمة هي اعتياد العنف