أنا حتى الأن لا أستطيع هضم فكرة أن المجلس العسكرى يعقد صفقات مع بعض التيارات السياسية على حساب التيارات الأخرى , أو أنه ينوى أقتسام السلطة مع أحد أو حتى نيته بالدفع بأحد المرشحين أو دعمه فى السباق الرئاسى , فكل الشواهد منذ أندلاع أنتفاضة 25 يناير وحتى الأن تقول بعكس ذلك , ولو كان هناك حدث ما يوحى بذلك فقد تبعته العديد من الأحداث التى تنفيه .

لست أدرى أن كانت تلك سذاجة منى أم أنها خباثة ولؤم زائد من المجلس العسكرى , لكن منذ الأعلان الدستورى والأستفتاء عليه وحتى الأن أتهم المجلس العسكرى بأنه يعقد صفقة مع الأخوان حيث وضع الأعلان الدستورى قانونيون ينتمون الى الأخوان , ثم دفع الأخوان بكامل ثقلهم لحث الشعب على قبول ذلك الأعلان , ثم أعلن الأخوان اليوم خطأهم عندما قبلوا هذا الأعلان الدستورى بمواده التى تقيد حركتهم الأن !

تعامل المجلس العسكرى مع أحداث العنف والفوضى فى ماسبيرو وشارع محمد محمود ومجلس الوزراء وأحداث بورسعيد بأقل مما يجب بشكل أساء له ولصورته ووضع الجيش موضع الأستهانة والسخرية وذلك اما حرصا على حياة المتظاهرين أو خوفا من الملاحقات القضائية بعد أستقرار الأمور .

من وجهة نظرى يحق للمجلس العسكرى أن يدفع بمرشح للرئاسة بمنتهى الشفافية والوضوح وأن يتم تسميته كمرشح للمجلس العسكرى ألا أنه لم يفعل ذلك , اذا كان قد تم تمرير مسألة قيام أحزاب سياسية على خلفية دينية فأعتقد أنه يمكن أيضا تمرير مرشح ينتمى للمؤسسة العسكرية ويحظى بدعمها , فكما قام الشعب بتلك الأنتفاضة وأدت لتغيير النظام فقد شارك الجيش فى تلك الأنتفاضة بحياديته بحيث وجد النظام نفسه مشلولا أمام المتظاهرين , ويحق للجيش أن يجنى ثمار مشاركته فيدفع بمرشحه ليقول الشعب كلمته بحيث ينتخب فى النهاية رئيس صاحب خلفية عسكرية أو دينية أو مدنى مستقل .

لا أعتقد أن اللواء عمر سليمان هو مرشح المجلس العسكرى أو أن المجلس العسكرى طلب منه الترشح , لو أن الأمر كذلك ماكان قدتم أستبعاده لخطأ اجرائى , هذا خطأ لايقع فيه المجلس العسكرى , ولكان قد ترشح منذ البداية وليس فى اللحظات الأخيرة ولأعلن المجلس العسكرى بوضوح أن مرشحه للرئاسة هو اللواء عمر سليمان حتى يستطيع مثلى من مؤيدى المجلس العسكرى أن يمنحه صوته بقلب مطمئن .

التهديدات التى يتلقاها المشير طنطاوى والمجلس العسكرى بالمحاسبة والمحاكمة بعد أنتهاء المرحلة الأنتقالية تدفعهم دفعا وبشكل علنى دون مواربة أن يتقدموا بمرشح عن المجلس العسكرى وأن يساندوه بكل قوة حتى يحصل على منصب الرئيس ويوفر لهم الحماية والحصانة أو على أقل تقدير تأييد أحد المرشحين المدنيين ممن أعلنوا موقفهم من المجلس العسكرى ومساندتهم له كالفريق أحمد شفيق , لكن المجلس أيضا لم يفعل ويؤكد على تسليم السلطة فى الموعد المحدد سواء تم أنتخاب الرئيس أو لم يتم .

رأيى النهائى أن المجلس العسكرى فشل فى أدارة المرحلة الأنتقالية ليس عمدا وأنما عن سوء تقدير ناتج عن قلة خبرة بالأدارة السياسية .