بدون أن أقصد تبرئة الحكومات من مسؤولياتها و لكن لا شك أن زيادة عدد السكان هي أهم أسباب الفقر في العالم الثالث و لا أقول "من اهمها"
أما القول أن زيادة عدد السكان تؤدي إلى زيادة الإنتاج و طرحت مثالا أن لو كان عدد سكان مصر مليونان فسينتجون كذا و لو أصبحوا خمسين مليونا فسينتجون بما يوازي عددهم.
فهذا الكلام صحيح بشرط واحد أن يترافق هذا الازدياد السكاني بزيادة عدد أنهار مصر من نيل واحد إلى خمسة و عشرين نيلا و زيادة عدد الشرايين الملاحية الحيوية من قناة واحدة إلى خمسة و عشرين قناة و زيادة مخزونها من النفط في باطن الارض خمسة و عشرين ضعفا... إلخ.
بكلام آخر . إن الإنتاج يتطلب قوة عاملة+ وسائل الإنتاج. وو سائل الأنتاج تعتمد بشكل مباشر على موارد طبيعية محدودة و لا تزداد بزيادة عدد السكان كالارض الصالحة للزراعة و المياه و الثروات المعدنية إلخ.
القضية بسيطة و تستطيع مقارنتها على مستوى الاسرة الواحدة. فلو نظرنا في بلادنا إلى بيئات اجتماعية تكتفي بولدين منذ منتصف القرن الماضي نتلمس بوضوح آثار الرفاهية النسبية.
هذا ببساطة لأن تعب الآباء لم ينقسم على عدد كبير من الأبناء. و الأبناء بدورهم أضافوا تعبهم وورثوه إلى عدد من الأحفاد يوازي عدد الأبناء و يوازي عدد الأجداد.
بينما على المقلب الآخر نجد أشد البيئات الاجتماعية فقرا هي التي تميل إلى كثرة النسل.
ذكرت المثال الصيني في النهوض و لا أدري لماذا تجاهلت أن الصين لديها سياسة صارمة جدا في تحديد النسل. و لو تزايدت الصين بنفس معدلات تزايد دولة مثل مصر أو سوريا لكان عدد سكانها اليوم خمسة مليارات و لبقيت تلهث خلف إطعامهم و توفير أدنى مقومات العيش الكريم و لما كان هناك لا نهضة و لا ما يحزنون