لو كانت بلاد الشام والعراق ومصر في الفتح الإسلامي بلادا مستقلة تملك أن تمنع فارس والروم من العدوان على الحجاز وتهديد أمنها، لصدق كلام الأقلياتويين... من أجل أن الحبشة كانت بلدا مستقلا يلتزم رغم الأطماع القديمة في اليمن، بعدم الهجوم على الدولة، قيل فيها دعوا الحبش ما ودعوكم.


ولو أن العرب قاموا بقتل أهل البلاد، مثلما صنع الصليبيين في القدس حين قتلوا فيها سبعين ألف مسلم، غير النصارى اليعاقبة واليهود والسامريين في نابلس، لقلنا للقوم حق في الكلام.

ولو أن بين العرب وبين هذه البلاد قارات نائية، لقلنا حمل القوم شهوة الملك والتسلط.


لكن عذيرنا في قوم دينهم أن يفنى العرب


أما أوبزيرفر،
آخر همي يا بعد چبدي أن تشعر بحلاوة الإسلام ولن تشعر بها إلا أن يشاء الله، ولا علاقة لقولي في الفروع والأصول بتذوقك حلاوة الإسلام ولا بحلول الروح القدس عليك حتى ينفث في قلبك مفاهيمه.

ما قلته يا أوبزيرفر هو أن خلافي معك ومع الزميل الحكيم الرائي وما شابه ليس في قضية ميراث الذكر والأنثى، ولا بمفاهيم الجهاد والحدود، وإن ساءتكم.
خلافي معكم فيما يلي:
- هل هناك خالق خلق الكون ويدبر أمره؟
- كيف يمكن الوصول إلى المعرفة بالحقيقة أعلاه وكيف يمكن الحكم على هذه المعرفة وقياسها؟
- ما هي القوانين والضوابط التي تنظم الكون والإنسان والحياة، من أين تشتق، وهل يخضع لها الخالق بعد بحث وجوده؟
- ما هي الطريقة للحكم على أفعال الإنسان بالصواب والخطأ، وأين دور العقل في ذلك تحديدا مقارنة بالضوابط سابقة الإثبات؟


هذه هي الأصول التي نختلف فيها، فإن سقطت سقط الإسلام جملة بمذاهبه وفروعه، ما تطرف منها وما توسط، وإن ثبتت كان لنا مقال آخر.


عزيزي أوبزيرفر، والحكي للجميع من الأقلياتويين،
بالمقارنة الزمنية المجردة، وعلى فرض عدم صحة جميع الديانات، أعطني مقارنة بين أوروبا العصور الوسطى التي كانت تنفرد بالكثلكة، ثم صارت تنازعها البروتستنية في شمالها، وصرت لا ترى بروتستنت في مناطق الكاليك وبالعكس، وبين العالم الإسلامي في العصور الوسطى الذي كان يعج بالأقليات النادرة: من يهود وسامرة، ونساطرة ويعاقبة وملكانية كاثوليك وأرثوذكس، وصابئة ومجوس ودهريين، وشيعة إسماعيلية واثني عشرية وزيدية. واجعل أجل المقارنة في العالم الإسلامي هو قبل سقوط بغداد على يد هولاكو، وقبل سقوط الباستيل على يد الثوار.

لو التزم المسلمون بفتاوى باباوات الفاتيكان حينذاك لما بقي في المشرق قارعا لناقوس ولا نافخا في بوق.
خلافي معكما