(04-22-2012, 07:29 PM)وليد غالب كتب:  يا جماعة طالما أن الإدارة تظلمكم فريحوا حالكم وتوقفوا عن الكتابة في هذا المنتدى واتركوه لترتع فيه مواضيع الجهة السافلة الخفية وتبجيل سماحة السيد حسن نصر الله والقائد الممانع قاهر الصهاينة السيد بشار الأسد ومواضيع شتم الثورة السورية الإخونجية المدعومة بالبترودولار، وهكذا يصبح المنتدى مثل فناء مستشفى مجانين حين يخرج إليه النزلاء في ساعة الفسحة فيتجولون فيه ويتبادلون النقاشات والآراء.
حين ينقلب حال المنتدى إلى ذلك حينها فقط سيعرف صاحب النادي قيمتكم فيعمل على تصحيح الموضوع عبر إقصاء الشبيحة من الإدارة، وإن لم يفعل فهذا منتداه فليتركه يموت ولتكن مشيئة الرب.

"شبّيحة في الإدارة" ؟!! والله أهلين ...

الثابت - وأنا أعرف جميع الأخوة الذين اتشرف بإدارة النادي معهم بالإسم والكنية واللقب - أن هناك في الإدارة أكثر من سوري مؤيد للثورة السورية وليس هناك إداري واحد فقط مع النظام السوري. وعلى رأس هؤلاء "ابن سوريا" نفسه الذي انتظرته كي يدخل منذ يومين إلى الموضوع ولكنه - على ما يبدو - بعيد عن النادي الآن.
والله العظيم أنني استطيع أن أتفهم أي اتهامات تبدر من "علي نور" أو "الشيخ رحمة" أو "اوبزرفر" أو "فارس اللواء" أو"رفيق كامل" بخصوص أي تحيّز إداري، ولكن كيف استطيع أن أتفهم اتهامات "مؤيدي الثورة" إذا كان "ابن سوريا" و"العبدلله" من أوائل من أعلنوا تأييدهم للثورة ومشوا في ركابها وسخّروا أقلامهم للدعوة لها والتنديد بالنظام السوري؟

مع هذا "فنادي الفكر العربي" لن يكون "بوقاً" لأحد حتى ولو كانت "الثورة السورية" نفسها التي أتمنى أن تنتصر وتحقق أهدافها.
"نادي الفكر العربي" جاء إلى الدنيا "حراً مستقلاً يحاول الحياد ويسعى إليه"، ولسوف يبقى كذلك ما استطعنا الحفاظ عليه بهذه الصيغة. هو ناد للجميع وعليه الوقوف على مسافة واحدة من جميع الأطراف السياسية أياً كان اتجاهها. طبعاً، قد لا يخلو الأمر من خطأ هنا أو خطأ هناك، ولربما فسّر المشرف فلان أو المشرف علّان بعض الجمل بشكل أكثر أو أقل مما تتحمله الكلمات أو قام بإجراء إداري مبالغ به في بعض الأحيان، ولكن يبقى أن علينا بشكل عام التزام "الحياد الإيجابي" في هذه المساحة على الانترنت مهما كانت الظروف. وعندما لا نستطيع هذا فلنقفل النادي وتتفرق أيدي سباً، فهذا أفضل بكثير من الانتماء إلى طرف واحد يأكل طبخة واحدة وينام في سرير واحد ويتحدث لغة واحدة ولا يسمع إلا صوته في الحمام.

المسألة في الأساس مسألة "مبدأ" - بالنسبة لي على الأقل -. إذ من غير المعقول أن أدعو إلى "دولة علمانية" تقف على مسافة متساوية من جميع الطوائف والمذاهب ثم آتي إلى هنا كي أقرّب فلان وأبعد علّان نتيجة لرأيه السياسي وميله الفكري. كمان مرة، الخطأ وارد طبعاً بالنسبة للحذف والتعديل وإيقاف الأعضاء المتجاوزين، وأنا أعلن اعتذاري سلفاً عن هذه الأخطاء غير المقصودة بالتأكيد، ولكن "ركوب خطأ الانحياز لمذهب واحد ورأي واحد وعقيدة واحدة " بعيد عن نهجنا وعن سياستنا منذ أن أسسنا النادي حتى اليوم، ولن نقع فيه (أنا أزعم هذا على الأقل وأتمناه).

ذكرتني دعوة "وليد غالب" أصحابه إلى هجر النادي بدعوات كثيرة مماثلة في عمر النادي الطويل (13 سنة حتى الآن). وهذا كله ذكرني بطرفة حدثت مع عميد الأدب العربي الدكتور "طه حسين" عندما كان تلميذاً في الجامعة المصرية في أوائل القرن المنصرم. ففي تلك السنة أعلن إيطاليا الحرب على تركيا وأرسلت سفنها غازية لطرابلس، فأزمع طلاب الجامعة المصرية أن يضربوا عن درس الأستاذ "نالينو" الإيطالي "حتى إذا أقبل الأستاذ وارتقى إلى مجلسه خرجوا من الغرفة وتركوه فيها وحيداً" (...) " ووقفوا أمام الغرفة ينتظرون ما يكون من أمره، ولبث الأستاذ في الغرفة دقائق ثم خرج، فأقبل على تلاميذه وقال لهم في لهجة عربية صحيحة فصيحة يلتوي بها لسانه بعض الشيء: مثلكم مثل الرجل الذي أراد أن يغيظ زوجته فخصى نفسه !! " (الأيام، الجزء الثالث، دار المعارف، صفحة 45).

لا أحد يغيط "العلماني" ولا أي عضو إداري لو توقف عن الكتابة، فهو الخاسر الأكبر وليس المنبر الذي يكتب من خلاله. وأنا أعتقد بأن "نادي الفكر العربي" منصة جاهزة "للثوار" السوريين كي يقولوا كلمتهم عالية. وخسارة حقاً أن ينكص هؤلاء عن احتلال هذه المنصة من خلال الانكفاء على ذواتهم في منتديات لا يسمعون بها إلا أصواتهم. فأنا أعتقد أن "ذنوب النظام السوري" كثيرة، ويستطيع هؤلاء أن يكشفوا عورته عبر النادي وغير النادي لو عرفوا كيف يأكلون الكتف. وحقاً أنا مندهش لهذا التخاذل و"التظلم" المستمر و"التشكي" من عدالة الاشراف والتنادي بالمقاطعة وتركهم الساحة لخصومهم كي يسيطروا عليها سيطرة شبه تامة.
عموماً، قلتها سابقاً وأقولها اليوم، هناك سياسة ثابتة للنادي هي "الحياد"، والنادي لن يخضع لأي تهديد من أية فئة. من يكتب أهلاً وسهلاً به، ومن يقاطع أهلاً وسهلاً به أيضاً. وعندما تتكاثر الكتابات وتصطدم الآراء ببعضها البعض فإننا نستفيد الكثير ونفيد بالكثير، وعندما يهجر النادي أعضاؤه فكل ما هنالك أنه سوف يقفل ويصبح في خبر كان، وعن نفسي فإنني لن أبكيه بدمعة واحدة: فالنادي أصبح تاريخاً وعاش أكثر بكثير مما حسبنا وقدّم الكثير لكل من خاض التجربة، وبقي رغم الطريق الصعبة أحد أفضل منتديات الرأي و الكلمة على الشبكة بشهادة الكثيرين.

واسلموا لي
العلماني