عزيزى إنكى

بالنسبة لى لم افكر يوما فى عبادة الله طمعا فى الجنة او خوفا من النار. إنها عبادة مثل مشاعر الابن تجاه ابيه ، فهى مشاعر حب وعندما تفعل الخطأ فأنت تشعر بالذنب لأنه لا ينبغى أن تفعل هذا أمام الله. وكما فى التوراة بأن الله خلق أدم على صورته فهكذا اتصور ان الله جعلنى مثله الى حد ما فجعل لى الارادة والمشيئة والقدرة على الخلق والابداع.... الخ

فالجنة ليس اجمل ما فيها نساء وانهار من خمر بل اعظم ما فيها رضوان الله والتطلع إليه.... وأما إخضاع الجنة للقياس العقلى فلن يوصلنا الى نتيجة طيبة بل يوصلنا الى ضلال لأنه بها ما لم يخطر على قلب بشر. وكل الصور اللغوية التى تصل لنا عنها من خلال النصوص الدينية هى صور تقريبية لفهمنا وليس لحقيقة ما سنرى ونحيا فيه .. فأنا أقول لك الله فهل احطت بالله عندما انطق بأسمه.. هل ادركته ؟ بالطبع لا ... وكذلك الجنة لا تخضع للقياس العقلى البشرى

ففى الجنة سنكون غير ما نحن .... ونحن ما نفكر ونشعر ويختلج فى قلوبنا.

لا يوجد خلاص فى الاسلام ولكن يوجد نتائج اعمال فى المستوى الأغلب الأعم ويوجد تعويض لمن خلقهم الله لأداء وظيفة معينة فى مسيرة الحياة وهم ما نسميهم المبتلون (من الابتلاء) فى الدنيا وهؤلاء نسبتهم أقل عددا وسيغبطهم أهل الارض ويتمنون لو كانوا مكانهم لا يخضعون للحساب ويحصلون على ما يحصلوا عليه.

عندما تفكر فى الله يا إنكى فأبحث عنه داخلك وليس خارجك. إنه الأب ... فكيف حال من ينشأ بلا أب .. غالبا حاله القسوة وفقدان المثل الاعلى.

وتقبل تحياتى