اقتباس:لقد وجه الباحثون أن اتحاد عاملين مهمين معاً وهما الإهمال وسوء المعاملة في فترات الطفولة من جهة , ووجود نوع معين من المورثات الجينية من جهة أخرى يزيد خطر تحول الفرد إلى الإجرام والخروج عن القانون بحوالي تسع مرات 0 ولاحظ هؤلاء خلال متابعتهم حوالي 442 صبياً لمدة 26 عاماً أي من وقت الولادة حتى سن البلوغ والشباب أن الأشخاص الذين يملكون نوعاً أقل نشاطاً من الجين المسمى MAOA , كانوا أكثر عرضة ليصبحوا مجرمين ويتصرفوا بشكل عدواني دون أن يبدوا أي ظواهر للندم بسبب أفعالهم موضحين أن هذا الجين ينظم إنتاج الإنزيم المسؤول عن تحطيم المواد الكيماوية الدماغية المرتبطة بالعدوانية 0 وقال الخبراء إن 85 % من البالغين الذين لسوء المعاملة أثناء الطفولة ويملكون أيضاً جين MAOA قليل النشاط يصابون بسلوكيات مضادة للمجتمع مثل السلوك الإجرامي العنيف وهو أمر يثبت أن التركيز الوراثي للشخص قد يؤثر على حساسيته من العوامل البيئية حوله 0 ورأى العلماء أن هذه الاكتشافات تفسر جزئياً سبب توجه بعض ضحايا سوء المعاملة وليس جميعهم إلى إيذاء الآخرين عندما يكبرون والسبب أن جينات أخرى تشجع المقاومة للتوتر والعنف والأذى 0 وأشار الأطباء في ورشة إلى أن وجود جين MAOA قليل النشاط إلى جانب سوء المعاملة ينبئ عن مخاطر التعرض للسلوكيات غير الاجتماعية تماما ً , كما ينبئ ارتفاع مستويات الكولسترول في الدم عن احتمالية الإصابة بأمراض القلب 0 ويأمل الباحثون من خلال هذه الاكتشافات تحديد الأولاد والشباب الذين يملكون توجهات و سلوكيات غير طبيعية ويكونون أكثر عرضة للعزلة الاجتماعية والعمل على تصحيح مسارهم في الوقت المناسب 0 ولفت الأخصائيون إلى أن سوء المعاملة في الطفولة تشمل رفض الأم الطفل , والإيذاء الجسدي والجنسي ومزاجية الأب والأم مشيرين إلى أن أثر الجين يكون واضحاً عند من تُساء معاملتهم في الطفولة , بينما لا يؤثر على من عاش حياة سعيدة ومريحة في هذه الفترة , وأوضح هؤلاء أن فرص وراثة النوع النشط من الجين المذكور , وهو النوع الذي يقلل العنف , تكون عالية عند البنات ما يفسر سبب انخفاض توجه النساء للعنف والسلوك المضاد للمجتمع مقارنة مع الرجال