قبل ان اتابع السرد اود ان اسجل نقطة لطالما فكرت فيها, الا وهي ان تحول الفكر الى دين يفسده و يضع له قوالب جامدة و يخرجه من الجوهر الى المظهر. كنت لاكون بوذيا لو ان الفكر البوذي بقي فكرا, و لكن مع تحوله الى دين دخلت اليه كل خرافات الاديان و هرطقاتها و تحول الى مجموعة من الطقوس الجوفاء كباقي الاديان لا اكثر و لا اقل!!
اعتقد ايضا لو ان الفكر المحمدي بقي فكرا و لم يتحول الى دين استغلالي يسلط الاسياد على العبيد, لكنت بقيت محمديا! لكنها التخاريف و الطقوس و الشكليات و الطبقية البغيضة التي ابعدتني عن هذا الدين اضافة الى تكبيل العقل بالله اعلم!!!
لن اسهب في البوذية و سانتقل الى ديانة هندوسية اخرى هي الجانتية.
مؤسس هذه الديانة هو فيراداماناالابن الثاني للملك سرمايا و الملكة تريالا. و قد كان معاصرا لبوذا! هذا مما لا شك يدل على ان الوعي العام في تلك الفترة كان يطلب اصلاحا في الديانة الهندوسية, و هو ما حصل ايضا مع محمد حين تنبا الكثيرون من معاصريه...
ايضا, و كما فعل سيدهاتا المستنير في طلب الحكمة, فعل فيرادامانا الامر عينه في الرهبنة, اضف الى ذلك انه نذر للرحمن صوما كما فعلت مريم بنت عمران و لكن لمدة اثنتي عشر عاما!!
بعد ذلك تطلعنا كتب الجانتية على مغامرة عظيمة قام بها الطفل فيرادامانا في تهدئة فيل هائج اطلق عليه بعدها لقب ماهافيرا اي البطل العظيم!
سال ماهافيرا يوما :" كيف السبيل الى النيرفانا؟". لمن لا يعلم بعد فالنيرفانا هي المرتبة الاسمى التي يمكن للروح ان تبلغها في الدين الهندوسي.و هي اقرب ما يكون الى الاتحاد مع الله او الكون!
اجاب:" الطريق الى النيرفانا هو طريق درر النفس الثلاث, و هي صحة الاعتقاد, و حقيقة المعرفة و السلوك السليم. و يتم ذلك باتباع الوصايا الخمس:
-لا تقتل
-لا تسرق
-لا تكذب
-لا تحيى حياة الفجور او تخدر روحك
- لا ترغب في شيء ابدا."
الا ترون ان هناك شبه ما مع دين ما تعرفونه تمام المعرفة؟
الا ترون معي ان الامر اكبر من ان يكون محض مصادفة؟
يتبع...