شخصيا لم أرى يوما في حافظ الأسد سياسي ماهر ولا حتى رجل دولة فهو مثلا لم ينجح في إحداث أي تنمية اقتصادية أو بناء قطاع عام لا ينخره الفساد الإداري والرشوة بسوريا كما أنه لم ينجح في عمل نهضة في اي قطاع خلال العقود الثلاثة التي حكم فيها.

المعجبين بالرجل يتكلمون عن سياساته الخارجية وأنا لا أعرف ما هي هذه السياسة الخارجية التي تثير الإعجاب ، في لبنان مثلا وهي خاصرة سوريا ، أخذ قرار بان يدخل كطرف بالحرب الأهلية اللبنانية (1975-1990) في العام 1976 وطوال 15 سنة فشل عسكريا وديبلوماسيا في إيقاف الحرب ، وهناك حارب مع الجميع وضد الجميع وكان الفضل في وقف الحرب الأهلية هو للديبلوماسية السعودية واتفاق الطائف علما أن سوريا كانت أولى الدول للقيام بهذه المهمة لاعتبارات التاريخ والقرب الجغرافي وحجم سوريا والتداخل الكبير بين البلدين في شتى المجالات.

وحين قرر أن يفاوض إسرائيل أخذ هذا القرار بالوقت الخطأ أي في العام 1993 وكان المفروض أن يأخذ مثل القرار بعد حرب أكتوبر/تشرين مباشرة وليس في هذا التوقيت السيء ما دام أنه اتخذ من المفاوضات استراتيجية لاسترجاع الجولان لذلك لم ينجز المفاوض السوري أي شيء يذكر.

حافظ الاسد كانت تحركه دوافعه الطائفية في علاقته مع إيران والعراق والاطراف السياسية اللبنانية وياسر عرفات ودول الخليج وحتى عندما تتعارض مصالح سوريا وتتضرر كان يرى الاعتبار الطائفي مقدما على كل الاعتبارات الاخرى.