سيرافقني عذاب ضمير اذا لم القي التحية على المرحوم " شعران" ، ربما ذكر هذا لن يفيده ونسيانه لن يضره الا ان الامانة تقتضي ان ياخذ كل ذي حق حقه ، حتى ولو لم يقراه احد

شعران هو الحداد الوحيد في مدينة السلط مسيحي لم اكلف خاطري لاحقا التحري عن اسمه الحقيقي ، وضيفته هي في كوخه وكوره والفحم والحديد ، شتاءا يقوم ب " حسم" سكك الحراثة فان اضاف قطعة حديدة لراسها وطرقها بعد التوهج لتصبح مدببة فهي تسمى " حسم السكة" واجرتها نصف دينار ، اما اذا اكتفى بالطرق دون اضافة قطعة فتسمى " درهمة" واجرتها ربع دينار

حملني والدي السكة عصرا لكي احسمها عند شعران واعطاني 60 قرش ، 10 قروش اجرة طريق ذهابا وايابا ونصف دينار اجرة الحسم

هناك مطعم " الخيام" القريب من الكوخ وهو يمارس نثر روائح الشواء يعجز عنها اي اعلان تجاري في الوقت الحالي ، تحدث لديك نشوة من هذه الرائحة ، لم استطع المقاومة ، تخيلت العقاب فهان لي امام لذة هذه الممارسة ، دخلت وطلبت اوقية كباب وكان ثمنها ربع دينار ، وبعد ان امتلأ البطن فرغ الراس وضربت اخماس باسداس ، واعطيته السكة وحسمها وعند الدفع تلكأت سالني عليه رحمة الله ان كان ابي لم يعطني الاجرة ، لم اكذب بل تماديت وذكرت له اين صرفتها ، ضحك وقال هل بقي معك شيء منها كذبت مرة اخرى فقلت لا شيء ، تناول 5 قروش واعطاني اياها اجرة العودة ولم ينسى ان يقول صحتين وعافية .